ينتظم الجند في صفين من باب القصر إلى المصلى.. احتفالات العيد في العصر الفاطمي
كانت صلاة العيد في العصر الفاطمي تقام خارج باب النصر أحد أبواب القاهرة الفاطمية وهى مصلى كبيرة قائمة على ربوة كبيرة ومبنية بالحجر ومحاطة بسور وفي صدرها قبة كبيرة بها محراب، ويقع المنبر إلى جانب وسط المصلى مكشوفًا تحت السماء، ويبلغ ارتفاع 30 درجة وعرضه 3 أذرع وفي أعلاه يجلس الخطيب.
وكان الخليفة يسير في هذا اليوم من منزله بصحبة كبار الموظفين وأولاده وإخوته هم جميعا مرتدين ملابسهم الجديدة إلى باب الناصر ويركب الخليفة بهيئة إلى المواكب العظيمة مثل موكب رؤية هلال شهر رمضان وبداية العام، وتكون ملابسه في هذا اليوم بيضاء، ويخرج الخليفة من باب العيد عادته في ركوب المواكب إلا أن العساكر في هذا اليوم من الأمراء والأجناد والركبان والمشاة تكون أكثر وينتظم الجند له في صفين من باب القصر إلى المصلى، فيركب الخليفة إلى المصلى فيدخل من الناحية الشرقية لها إلى مكان يستريح فيه فترة ثم يخرج محفوفًا بماشيته كما يحدث في صلاة الجم قاصدًا المحراب الوزير والقاضي وراءه فيصلي صلاة العيد.
ويقرأ الركعة الأولى ما هو في مكتوب في الستر الأيمن وفي الثانية ما هو مكتوب في الستر الأيسر، فإذا انتهت الصلاة وسلم صعد المنبر لخطبة العيد، فإذا انتهى إلى ذروة المنبر جلس على تلك الطراحة الحريرية بحيث يراه الناس.
في شوال 404 هجريًا، ركب الحاكم لصلاة الجمعة قبل عيد الفطر فازدحم الناس عليه فوقف لهم وحادثهم وضاحكهم وأعطاهم الكثير وركب للصلاة بغير زي الخلافة ولم يعمل سماط في القصر لكبار الناس ومنع النساء من الخروج.
كان تقي الدين المقريزي يطلق عليه "عيد الحلل" ولذلك لتوزيع الكسوات على جميع موظفي الدولة من كبيرهم لصغيرهم بداية من الخليفة حتى أدنى موظف في القصر.