هل سلم يهوذا رجلا آخر غير المسيح لليهود؟.. باحث قبطي يجيب
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم، بخميس العهد.
وأجاب الباحث في الشؤون القبطية حلمي القمص يعقوب في كتاب أسئلة حول الصليب، عن سؤال: “هل هناك احتمال أن يهوذا يكون قد ندم وهو يصحب الجمع للقبض على المسيح، ولذلك أرشدهم إلى أحد التلاميذ بدلًا من المسيح؟ ”، قائلا: "قال القرطبي: "إن اليهود لم يكونوا يعرفون المسيح، ويهوذا أعطاهم علامة، فهم عوّلوا في تعيينه لهم على يهوذا، فإذا ثبت ذلك فيحتمل أن يكون يهوذا إنما أشار إلى غيره لأنه ندم على بيعه، والدليل على توبة يهوذا وندمه: قول المسيح له: يا صاحب لماذا جئت؟، وإنه رمى بالدراهم، واعترف بالخطية وقتل نفسه، وهذا يدل على غاية الصدق في الندم، ولمَّا ندم يهوذا على ما فرط منه، فيحتمل أن يكون دلَّ على غيره من أصحابه"
وتابع: "رأي القرطبي لا يعبر عن الرأي الوحيد في الإسلام، فهناك عشرات من كبار الأئمة والمفسّرين يناقضونه القول، وقال بعضهم بأن شبه المسيح وقع على يهوذا الخائن جزاء خيانته لمُعلّمه، وقال الآخرون أنه أسلم سيده ومضى وخنق نفسه كما رأينا من قبل، والحقيقة أن يهوذا ندم بعد تسليم المسيح وليس قبل ذلك “ولمَّا كان الصَّباح تشاور جميع رُؤساء الكهَنة وشيوخ الشعب على يسوع حتى يقتُلُوه، فأوثَقُوه ومضوا به ودفَعُوه إلى بيلاطس البنطي الوالي. حينئذٍ لمَّا رأى يهوذا الذي أسلَمَه أنه قد دِينَ، ندِمَ ورَدّ الثلاثين من الفِضَّة إلى رؤسَاء الكَهَنَةِ والشيوخ قائلًا: قد أخطأت إذ سلَّمت دَمًا بريئًا.. ثم مضى وخَنَق نفسَهُ”.
وأكمل: "لو كان يهوذا سلَّم شخص آخَر غير المسيح، فلماذا لم يُصرّح هذا الشخص أنه ليس هو المسيح؟ وأين أقربائه وأصدقائه من بقيَّة الرسل وقد عاش معهم أكثر من ثلاث سنوات؟، قول السيد المسيح ليهوذا “يا صاحب لماذا جئت؟” لا تعبر عن توبة يهوذا، إنما تعبر عن محبة المسيح الغير محدودة للكل حتى ليهوذا الخائن، ومحاولته إيقاظ ضميره، وتذكيره بالتحذيرات السابقة لعله يندم ويتوب التوبة التي تدفعه إلى أحضان المسيح، وليست التوبة اليائسة التي تدفعه إلى حبل المشنقة، كما أن جميع شهود العيان أقروا بأن المصلوب هو المسيح وليس شخص آخَر ومنهم التلاميذ، والنسوة اللواتي تبعنه حتى الجلجثة، والكهنة ورؤسائهم والكتبة والشيوخ والفريسيين الذين كانوا مرابضين أمام الصليب، ويوسف الرامي ونيقوديموس اللذان أنزلاه عن الصليب وكفّناه.