مثالا للاتضاع.. لماذا غسل السيد المسيح أرجل تلاميذه في خميس العهد؟
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم، بخميس العهد.
وقال الباحث في الطقوس الكنسية شريف برسوم، في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، إن قيام المسيح بغسل أرجل تلاميذه في خميس العهد يعتبر من أهم الأمور التي أحدثت إضافة الى تاسيس سر الافخارستيا، والمعروف كذلك بسر التناول، مشيرا إلى أن غسل المسيح لأرجل تلاميذه جاء ليعلم كل المسيحيين الاتضاع، لأن المسيح قال إنه وهو معلمهم يخدمهم، لذا يجب على كل خادم في الكنيسة القبطية أن يكون متضعا بالحقيقة وليس اتضاع شكلي.
وأوضح ان تلك العادة ورثتها الأديرة حتى وقت قريب فكان كل زائر إلى الدير يقوم الرهبان بغسل قدمه.
ومن جانبه قال البابا الراحل شنودة الثالث في كتابه تاملات في خميس العهد، إن السيد المسيح غسل أرجل تلاميذه. فلماذا غسل الأرجل بالذات؟ بالإضافة إلى ما يمكن أن نقوله عن الاتضاع في غسل الأرجل، واود أن اذكر تأملا للقديس اوغسطينوس حول قول العروس في سفر النشيد: “خلعت ثوبى، فكيف البسه؟ غسلت رجلى فكيف أوسخهما؟”، قال إن الإنسان قد اغتسل بالمعمودية وتطهر وارتفع عن الماديات، غير انه طالما يحيا في الأرض، فانه يعود ويتصل بالمادة، بهذا التراب، فتتسخ قدماه بهذا التراب الذي تطوه قدماه".
وأضاف: “لذلك فان عذراء النشيد حينما دعاها الرب لخدمته، خافت من هذه الاحتكاكات التي قد توجد في مجال الخدمة، والتي قد تشين الطهارة التي نالتها في المعمودية إذ خلعت هذا الثوب الذي هو الإنسان العتيق، فكيف تعود إلى مشاكله. وقد غسلت قدميها اللتين داستا التراب من قبل، فكيف تعود بهما إليه؟!..السيد المسيح يطمئن النفس، التي تدخل في مشاكل الناس لكي تجذبهم إليه، فيقول لها: حتى إن اتسخت قدماك، سأعود أنا واغسلهما كما غسلت أرجل التلاميذ وقلت لهم: ها انتم طاهرون”.