جاهين «في زيارة لمكتبة فلان» يكشف: الجبرتي سحرني وكتب الفنون التشكيلية مكلفة
تمر اليوم ذكرى أحد أبرز أيقونات شعر العامية المصرية، الشاعر “صلاح جاهين”، والذي رحل في مثل هذا اليوم الموافق 21 من أبريل 1986.
وفي حوار له كشف الراحل صلاح جاهين للإذاعية نادية صالح، عن أبرز وأهم الكتب التى ضمتها مكتبته، وكيف وصل كتاب العقد الفريد إلى مكتبته كل ذلك في التقرير التالي:"أنا عندي مكتبة وسرير ومرتبة أتنطط ما بينهم واتشقلب شقلبه" كانت هذه أولى الكلمات التى كتبها جاهين في سنواته الأولى مع تعلقه بالكتابة .
وأشار جاهين في حواره إلى “زيارة إلى مكتبة فلان إلي عدد من أبرز الكتب التي شغلت وجدانه وعقله”.
رحلة “العقد الفريد” من مكتبة أحمد حلمي لمكتبة جاهين
قال جاهين عن محبته للكتب- في إشارة لا تخلو من البهجة والسخرية- أن هناك كتب أحبها جدا، وممكن أموت منها، وهى تلك الكتب القديمة ذات الورق الأصفر وأول ما تفتح الكتاب يهب منها تراب رائحة صعبة جدا “يخنق”، وتلك الكتب أرجع إليها في أوقات كثيرة منها أيام استعراض “القاهرة في ألف عام”.
لم يتحدث جاهين فقط عن تلك الكتب التى قرؤها، لكن إشار إلى تلك الكتب التى لم يقترب منها مثلا “العقد الفريد” والذي لم يقربه، وأشار إلى أن هذه الكتب موروثة من جده الكاتب الصحفي أحمد حلمي، أهدى جزءً كبير منها لمكتبة نقابة الصحفيين، والبعض الآخر أصر أن يحتفظ به، وكان من ضمنها العقد الفريد.
كتب للتفاخر
ولفت إلى أن سر الاحتفاظ بتلك الكتب جاء نتيجة لأسباب منها "أولا شكل بعض الكتب الوقت، والبعض الآخر لأنه ضخم، وهذا مدخل للإدعاء ويساعد الواحد منا أن يتظاهر، وهناك بعض الكتب التي لا يمكن الاستغناء عنها أبدا ومنها "مقدمة ابن خلدون"، وقد وصفه جاهين بأستاذ علم السياسة الأكبر، وهو أول من تناول وتعامل السياسة كعلم، ومن جاء بعده ميكافيللي، والفرق واضح بين الاثنين، فالأول لديه مباديء والتي أولها تفسير ظواهر قيام وانهيار الأمم على عكسه جاء ميكافيللي بمبدأ “الغاية تبرر الوسيلة”.
جاهين: الجبرتي سحرني
وتابع جاهين "لدى" رسالة الغفران" للمعري، و"الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني، و"البخلاء" للجاحظ ، الكتاب الأهم لدي هو "تاريخ الجبرتي"، وأذكرأنني قرأته ما يقرب من 20 مرة، وقد سحرني، ودهشت من لغته، فهي تشبه العمارة القديمة تماما. “بحس وأنا بقرأ الجبرتي أننى انظر إلى مصر من فوق سطوح على بيوت مصر وشوارعها وحواريها الضيقة وبتشغي بناس وحقيقيين، وأننى على صلة بالماضي، وأن وعيي أمتد بالطول عبرالزمن، وبالعرض عبر المكان، ويتسع الإدراك نفسه وإحساس الشخص بوجوده أكبر وأقوى”.
ويستطرد جاهين في وصفه لكتابات عبد الرحمن الجبرتي " كان يؤرخ بحماسة شديدة، ومن بعد كتب بنفسية الشاب ، وفي الجزء الرابع تلمس انه عجوز ويكتب بمرارة شديدة.
ولفت جاهين إلى ان الجبرتي كان يؤرخ حتى للأغاني ومنها مثلا" فيك كل ما أرى حسن مذ ان رايت شكلك الحسن ، جل من به عليك من " قلت هذا في جلسه جمعتني بالملحن سيد مكاوي فقال ما أنا عارفها وغناها بلحنها.
وتابع جاهين إلى ان مكتبته تحتوي على سلاسل من كتب متعلقة بالمسرح والتي منها "روائع المسرح العالمي ، سلسلة مسرحيات عالمية، سلسلة من أدب المسرح ".
كتب الفنون التشكيلية غالية
وعن سؤال كيف يروى عطشه للفن في مكتبته، يقول جاهين إلى أن كتب الفنون التشكلية مكلفة جدا وصعبة، وثمنها مرتفعا، وأرجع هذا إلى أسباب كثيرة منها "مشكلة طباعة اللوحات بالألوان "في تلك الفترة، إلى جانب الورق وغيرها.