البطريرك مار أغناطيوس يونان يوجه رسالة «خميس العهد»
وجه البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الأنطاكي، رسالة “خميس العهد” قائلاً:"تحتفل الكنيسة المقدّسة في بخميس الأسرار، وفيه عيد تأسيس سرَّي الكهنوت والإفخارستيا، منبع كلّ الأسرار، وقد أسّسهما يسوع بنفسه في عشائه الفصحي الأخير مع التلاميذ في العلّية".
وأضاف:"والذي فيه صلّى السيد المسيح من أجل تلاميذه صلاته الكهنوتية في بستان الزيتون ليلة آلامه وموته، سائلاً الآب أن قدِّسْهم في حقّك، كلامك هو حقّ" (يو 17: 17). وبهذا دعاهم كي يكونوا على مثاله مقدَّسين في الحقّ، أي سالكين بحسب مشيئته الإلهية، متّحدين به كما هو والآب واحد، يشتركون بقداسته، هو الذي يأخذ ما لنا ليهبنا ما لهُ".
وتابع:"وفي هذا اليوم المبارك، يسرّني أن أتوجّه إليكم، إخوتي رؤساء الأساقفة والأساقفة الأعزاء، وأبنائي الخوارنة والكهنة الأحبّاء، لأشارككم فرحة هذه المناسبة، متّحدين بالصلاة بروح الرب يسوع، الراعي الصالح، الذي بقوّة نعمته يعضدنا ويثبّتنا لنعيش الأمانة لِما تعهّدنا به تجاهه يوم رسامتنا الكهنوتية، ونحن واضعون يدنا على الصليب والإنجيل".
وواصل:"ولا بدّ لنا من أن نتأمّل دعوتنا الكهنوتية لاتّباع الرب يسوع وللخدمة، وهي ليست وظيفة، أو ابتغاءً لربح أو منصب أو ترقية، بل هي وصية من الرب. فقد دعانا إلى الخدمة بالتواضع والوداعة على مثاله، هو القائل عن ذاته:تعلّموا منّي فإنّي وديعٌ ومتواضع القلب (مت 11: 29)، وما جئتُ لأُخدَم بل لأَخدُم" (مت 20: 28). فالرب يسوع “هو الحبر وهو القربان المقرَّب، الكاهن الأعظم والذبيحة الخالية من العيب”.
واختتم:"أحبّائي، الكهنوت نعمةٌ عظيمةٌ وموهبةٌ ساميةٌ يمنحنا إيّاها الكاهن الأعظم والأوحد الرب يسوع الذي أحبّنا حتّى الموت، موت الصليب، وبذل نفسه من أجلنا ذبيحةً حيّة، فلنسلك إذاً كما يليق بتلاميذ المسيح، متمسّكين بانتمائنا إلى كنيستنا السريانية الأمّ، بروح المحبّة المضحّية والطاعة غير المشروطة، فنحافظ على وديعة الكهنوت الثمينة".