«بخروا المرتبة من عين مسعدة».. أبرز عبارات المبخراتي أيام زمان
وفقا للمصادر العلمية والتوثيق، فإن عادة التبخير موروثة منذ عهد قدماء المصريين فقد عُثر في المقابر القديمة على بعض المباخر وكذلك الحضارات القديمة خاصة الحضارة الهندية والصينية فكان يُستخدم في المعابد ودور العبادة، فعندما يجتمع البخور مع تلاوة الآيات في المساجد والكنائس يعمل ذلك على تهدئة الأعصاب.
والمبخراتي مهنة لها تاريخ طويل، فقد كان له وضع وشأن كبير في أيام زمان بحسب ما جاء في كتاب"القاهرة وما فيها من حكايات" للكاتب سعيد مكاوي.
وكان المبخراتي في هذا التوقيت كان يحمل على رأسه صينية مستديرة من الخشب عليها أصناف من البخور متعددة الأشكال والألوان، وعند زيارة زبائنه من طبقات أغنياء البلد الذين يعتقدون أن الناس تحسدهم على النعمة، كانت له إجراءات وطقوس مثل البدء فى تركيب البخور الهندي والجاوي بطريقة معينة، وكأنه كيميائي أو صيدلي، ثم يطلب من الخدم المبخرة التي وضع فيها الفحم المشتعل، ويطلب من ربة البيت توجيهه إلى الأماكن التي تعتقد أن العين قد أصابتها.
وفى الغالب كان يبدأ بتبخير السلالم ليصعد إلى الطابق الأول، ثم بعده من طوابق، وكان يصاحب تبخيره عبارات مسجوعة لطيفة مثل: "بخروا السلالم من عين أم سالم" و"بخروا السرير ليطق ويطير" و"بخروا المرتبة من عين مسعدة" و"بخروا اللحاف من عين أم خلاف" و"بخروا المخدة حاتنام وتهدى".
وحين يمر المبخراتي بعشة الفراخ يصيح ويقول: "بخروا الكتكوت ليطق ويموت" وعندما يصل إلى المطبخ يبخر "المغرفة" وهو يقول: "بخروا المغرفة من عين أم مصطفى".
وبحسب ما جاء في القاهرة وما فيها من حكايات، أن المبخراتي لم يكن يوجه اتهامات الحسد إلا للنساء فقط، ولعله كان بذكائه الفطري يريد إرضاء نساء البيت الذي تقوم بتبخيره، لأنهن كن يعتقدن أن العين الحسود هى عين امرأة قادرة على الوصول إلى غرف نومهن".
ويشار إلى أن مهنة المبخراتي تراجعت خلال السنوات الماضية، كما أن مكانتها اندثرت مع التطور السريع للحياة.