الكاثوليكية تحيى ذكرى القديس ديمتريوس التسالونيكي
تحيى الكنيسة الكاثوليكية، اليوم، ذكرى القديس ديمتريوس التسالونيكي، وروى الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني، سيرته قائلاً: كان شابا مسيحيا تقيا من أهل مدينة تسالونيكي. وقد حصل على علوم كثيرة وبالأكثر علوم الكنيسة. وكان يعلم دائما وينذر باسم السيد المسيح، فرد كثيرين إلى الإيمان فسعوا به لدي الملك مكسيميانوس فأمر بإحضاره، واتفق عند حضوره إن كان عند الملك رجل مصارع يدعى لهاوش ، قوي الجسم، ضخم التكوين. قد فاق أهل زمانه بقوته.
وتابع: كان الملك يحبه ويفتخر به حتى أنه خصص أموالا طائلة جائزة لمن يتغلب عليه. فتقدم رجل مسيحي يسمى نسطر من بين الحاضرين وقتئذ، وسأل القديس ديمتريوس أن يصلي من أجله، ويضع بيده المقدسة على جسمه فصلى عليه القديس ورشمه بعلامة الصليب المقدس الذي لا يغلب كل من اعتمد عليه، ومن ثم تقدم وطلب مصارعة ذلك القوي الذي يعتز به الملك، ولما صارعه انتصر عليه. فاغتم الملك لذلك وخجل وتعجب كيف تغلب نسطر عليه.
وتابع الأب وليم قائلا: إنه سأل الجند عن سر ذلك فأعلموه أن رجلا يدعى ديمتريوس صلى عليه، ووضع يده على وجهه. فغضب الملك على القديس، وأمر بضربه إلى أن يبخر لآلهته ويسجد لها. ولما لم يطعه أمرا بطعنه بالحراب حتى يتمزق جسمه ويموت. فأعلموا القديس بذلك ليخيفوه لعله ينثني عن الإيمان بالمسيح ويسجد للأصنام.
واختتم قائلا: أنه لما طرحت جثته المقدسة أخذها بعض المسيحيين، ووضعوها في تابوت من الرخام وبقي مخفيا إلى إن انقضى زمن الاضطهاد، فأظهره الذي كان موضوعا عنده. وبنيت له كنيسة عظيمة بتسالونيكي، ووضعوا جسده فيها. وكانت تجري باسمه عجائب كثيرة. ويسيل منه كل يوم دهن طيب فيه شفاء لمن يأخذه بأمانة، وخاصة في يوم عيده فإنه في ذلك اليوم يسيل منه أكثر من كل يوم آخر إذ يسيل من حوائط الكنيسة ومن الأعمدة.
ومع كثرة المجتمعين فأنهم جميعا يحصلون عليه بما يرفعونه عن الحوائط ويضعونه في أوعيتهم. ومن عاين ذلك من الكهنة الأبرار وحكى وشهد به.