رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مقر الحرية والعدالة أهم من سيناء


بقلم - عصام نبوى

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.

"سندافع عن مقرنا ونلقن كل من تسول له نفسه الاقتراب منا درساً لن ينساه"، هذه الجملة نطق بها أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين صابر أبو الفتوح، خلال حديثه عن الاعتداء على مقرات الحرية والعدالة واتهام الجماعة لتوفيق عكاشة ومحمد أبو حامد بالضلوع في الحادث.

هذا المشهد تحكى تفاصيله حقيقة ما يحدث في مصر..بعد أن تحولت البلاد إلى أرض مستباحة داخلياً وخارجياً، وبدلاً من التكاتف والتوحد..أصبحنا لا نعرف غير لغة واحدة هى لغة التخوين والترهيب والتهديد..تحول مقر الحرية والعدالة إلى بؤرة طاهرة نقية ومركزًا لاستهداف شرف وسيادة البلاد، وتركنا سيناء وحدودنا فريسة للأوغاد القادرين المجرمين.

إذا كنا نحمى مقرات أحزابنا بدمائنا وأجسادنا، بل ونهدد كل من يقترب بالويل والدمار، فكيف سنتكاتف ونتفرغ لحماية حدودنا و أرضنا من الأعداء الحقيقيين ممن يتربصون بمصر ليل نهار؟!

نحن وبلا فخر نبكي بالدموع على كارثة رفح رغم قناعتنا التامة بأننا أهم أسباب وقوعها..نعيش زلزالاً مدمرًا مع كل مصيبة وأيدينا ملوثة لتورطنا فيها..تفرغنا تمامًا للصراعات والمطامع والأحقاد وتركنا بلادنا تنهشها الجرذان الجائعة.. قمنا بثورة بيضاء نقية لنعيش فجرًا جديدًا نبنى معه حاضرنا ومستقبلنا وفوجئنا أننا نهوى في بئر سحيق من الخلافات والضغائن.. أرهقنا الناس وأصابناهم بحالة من الإحباط والقرف واليأس من كل شيء بسبب خلافاتنا المريضة .. فشلنا حتى الآن  فى الاتفاق على "دستور"  ينظم حياتنا ويكون نبراسًا ينير لنا هذه الظلمة، رغم أن كل من سبقونا رسموه دون ضجيج وصراخ وعويل.

كيف لنا أن نحمى البلاد، ونحن نفكر فقط فى حماية مصالحنا.. كيف نؤمن حياة المقهورين والجوعى ونحن مصرين على أن نؤمن فقط  أفكارنا وجماعاتنا،  فزحفت الأفكار المريضة المتشددة والانتماءات السرطانية تحت ستار التدين ودون خلسة بل بعلم من أرادوا أن يجعلوها كذلك بدعوى محاربة المدنية والانحلال.

لن تقم لنا قائمة مع هؤلاء أو هؤلاء .. لن نعرف بلدًا آمنًا إلا عندما تتطهر النفوس وتسمو عن مطامعها الجشعة .. لن تكون شوكتنا قوية فى ظهور أعدائنا إلا عندما نتفق ونجتمع ونتوحد تحت راية الوطن بعيدًا عن الأيدولوجيات المريضة ..نسأل الله أن يغير حالنا وأن ينقذنا من المختلفين والمتصارعين والطامعين والجاحدين والوصوليين.