حكاية بهية عثمان و أبلة نظيرة أول كتاب متخصص في فنون الطهي
في مسرحيته الأشهر، “المتزوجون”، وفي المشهد الذي يجمع الفنان الراحل سمير غانم، بالفنانة شيرين، بعد أن أعدت له وجبة الملوخية والفراخ العجيبة، وعندما يسألها كيف طهت الطعام وهي الابنة المترفة المدللة، تجيبه: “من كتاب أبلة نظيرة”.
وفي أروع مشاهد فيلم “صغيرة علي الحب”، يجمع مشهد “المسقعة المحروقة” بين الفنان نور الدمرداش والسندريلا سعاد حسني، علي مائدة الطعام وعندما تتذمر من طعم “المسقعة” ويخبرها بأنه تحري الوصفة من كتاب أبلة نظيرة.
فمن هذ أبلة نظيرة التي نسمع اسمها كثيرا، سواء في الدراما الإذاعية والتليفزيونية أو حتي الأفلام السينمائية.
ــ نظيرة نيقولا أو أبلة نظيرة رائدة كتب فن الطهي
يقول المؤرخ والباحث في التراث الشعبي، خطاب معوض خطاب، في كتابه “أصل الحكاية”: السيدة نظيرة نيقولا الشهيرة بلقب أبلة نظيرة سيدة تحتل مكانة مميزة ومتفردة في مجال كتابة فنون الطهي، حيث أنها تعتبر واحدة من الرائدات المؤثرات في الثقافة المصرية والعربية الحديثة، وتحديدا فيما يختص بالطعام وفنون الطهي. وقد ولدت أبلة نظيرة في سنة 1902، وبدأت حكايتها مع الطهي في سنة 1926، وذلك حينما قررت وزارة المعارف المصرية إرسال بعثات لاستكمال الدراسة العلمية في كافة التخصصات، وكان من بين هذه التخصصات تخصصا يختص بالتدبير المنزلي، وحينها كانت السيدة نظيرة نيقولا التي تهوى فنون الطهي وثقافة الطعام تدرس التدبير المنزلي، ولحسن حظها تم اختيارها من بين 14 فتاة للدراسة في جامعة جلوستر بإنجلترا لمدة 3 سنوات، وكانت الدراسة خاصة بتعلم فنون الطهي وشغل الإبرة.
بعدها عادت السيدة نظيرة من البعثة وعملت مدرسة لمادة الثقافة النسوية، الذي نعرفه اليوم باسم التدبير المنزلي في مدرسة السنية للبنات، ولأنها كانت تهوى وتهتم بهذا الفن، فقد شجعت طالباتها على حب المطبخ بكل ما يتعلق به من فنون خاصة بالطعام وطرق التعامل معه وفنون تزيين المائدة، وبالفعل اصبحت فنانة في مجالها، فاكتسبت حب تلميذاتها وزميلاتها، وتدرجت في المناصب الإدارية حتى أصبحت مفتشة عامة في وزارة التربية والتعليم..
ــ كتاب أبلة نظيرة أول كتاب متخصص في فنون الطهي
ويضيف “معوض”: بالفعل أجادت أبلة نظيرة وتميزت في مجال كتابة فنون الطهي، واشتهرت وأصبح اسمها على كل لسان وفي كل مكان، ولكن لابد أن نكون منصفين، ولابد أن نعطي الحق لأهله وأصحابه، فرغم أن المشهور بين العامة وفي جميع وسائل الإعلام وفي جميع المواقع والصفحات أن كتاب أبلة نظيرة لمؤلفته السيدة "نظيرة نقولا" هو أول كتاب متخصص في فنون الطهي في مصر والمنطقة العربية، كما تشتهر أبلة نظيرة أيضا بأنها رائدة الكتابة في فنون الطهي.
إلا أن الحقيقة التي لا جدال فيها هي أن السيدة "نظيرة نقولا" التي كانت خريجة كلية جلوستر بإنجلترا والمفتشة العامة بوزارة التربية والتعليم لم تكن هي وحدها صاحبة أول كتاب متخصص في فنون الطبخ، بل شاركتها في تأليف هذا الكتاب السيدة "بهية عثمان" التي كانت خريجة كلية بريدج هاوس بإنجلترا والمفتشة العامة بوزارة التربية والتعليم..
ويعود أصل الحكاية إلى أن وزارة التربية والتعليم والتي كانت تسمى بوزارة المعارف في ذلك الوقت قد أعلنت عن مسابقة لتأليف كتاب في الطهي تعتمده الوزارة كمنهج دراسي للفتيات، واشترك في هذه المسابقة العديد من مدرسات مادة التدبير المنزلي والتي كانت تسمى بمادة الثقافة النسوية في ذلك الوقت. وفاز بالمركز الأول في هذه المسابقة كتاب "فنون الطهي في قوائم الطعام" الذي وضعته السيدة "نظيرة نقولا" بالاشتراك مع السيدة "بهية عثمان" سنة 1942، وحصلت المؤلفتان من الوزارة على مبلغ 525 جنيها في ذلك الوقت.
والشيء العجيب أن أبلة "نظيرة" قد اشتهرت بصورة كبيرة وبلغت شهرتها الآفاق، بينما زميلتها "بهية عثمان" لم يعد يسمع عنها أو يذكرها أحد برغم أنهما قد قامتا بتأليف الكتاب معا، ولعل السبب في ذلك يعود إلى أن أبلة "نظيرة" كانت تقدم فقرة عن الطهي في برنامج "إلى ربات البيوت" بالإضافة إلى تحريرها لفقرة عن الطهي بمجلة "حواء.".