كيف جسد أحمد عبدالعزيز مشهد التعذيب فى «المال والبنون»؟
مسلسل "المال والبنون" عرض لأول مرة في رمضان عام 1992، بمشاركة الفنان أحمد عبد العزيز وعبد الله غيث، والفنان يوسف شعبان، إضافة إلى مجموعة أخرى من الفنانين، من إخراج مجدى أبوعميرة، وكاتب المسلسل محمد جلال عبد القوى.
كان من المقرر أن يقوم بالبطولة في مسلسل "المال والبنون" الفنان عزت العلايلي إلا أنه اعتذر بسبب تقديمه لعدد من الأفلام وقتئذ، ثم عرض على الفنان محمود ياسين إلا أنه اعتذر دون قراءة السيناريو بسبب ارتباطه بـ 4 أفلام وقتئذ.
ولكن وقع الاختيار من المخرج مجدى أبوعميرة على الفنان أحمد عبد العزيز بعد مشاركته فى مسلسل "الوسية" الذي أثنى عليه مما اختاره ليقوم بدور "يوسف عباس الضو" .
وبحسب ما جاء في كتاب "أساطير الدراما" للكاتب محمد مسعود، الصادر عن دار ريشة للنشر والتوزيع، وافق عبد العزيز على تجسيد الدور وعندما انتهى من قراءة السيناريو إلا أنه توقف عند مشهد التعذيب من الجيش الإسرائيلي، وكان المسلسل لم يتم الانتهاء من تصويره في شهر رمضان.
وخلال تلبية عبد العزيز لدعوة بعض الأصدقاء في خيمة رمضانية قابل أحد الأشخاص وكان عائدًا من كندا آنذاك، ولم يعرف أن أحمد عبد العزيز ممثل، وفى أثناء الدردشة أخبره ذلك الشخص بأنه كان مجندًا مصريًا وتم أسره فى حرب 1967، وهنا لمعت عينا عبدالعزيز.
وطالب عبد العزيز بأن يحكى ما حدث له خلال مدة الأسر، وفى اليوم التالى تقابل الفنان أحمد عبد العزيز والمخرج مجدى أبو عميرة، وحكى له عبد العزيز ما سمعه من الرجل الذي قابله بالصدفة، وأخبره بأن المكان الذي ظل فيه طوال مدة الأسر مبني بحجارة كبيرة ويشبه ديكور" حوش" البيت الكبير الذي يسكنه عباس الضو، والدكتور إمام عبد الله، فقرر المخرج أبو عميرة استغلال ديكور الحوش، فى تصوير مشهد الأسر فى نفس اليوم.
وكان مشهدًا طويلًا فى مكان ضيق، لكن برع مجدى أبو عميرة في عمل التقطيعات المناسبة، كما برع أحمد عبد العزيز فى أداء المشهد الذي كتبه عبدالقوي بعبقرية" التاريخ بيقول لأ، بالأقدمية إحنا سادة الدنيا، وبالحداثة إحنا خير أمة أخرجت للناس، إحنا البلد الوحيدة اللى طول عمرها حدودها ما تغيرتش، ملامح أهلها ما تغيرتش، إحنا سادة العالم، مصر هتنتصر مهما طال الزمن، التاريخ بيقول كده".