«صُنِع في دمياط».. هكذا وصلت صناعة الأثاث المصرية للأسواق العالمية
تربعت محافظة دمياط على عرش صناعة الأثاث في مصر والعالم لعقود طويلة، حققت فيها تميزًا واضحًا في هذه الحرفة إلى أن سادت منتجاتها وانتشرت في الأسواق المختلفة على المستوى المحلي والعالمي من خلال تنظيم المعارض المختلفة.
وأعلنت الدكتورة منال عوض، محافظ دمياط، أنه تم إطلاق معرض "صنع في دمياط" منذ فترة، وحقق المعرض نجاحًا كبيرًا إلى أن وصلت مبيعات المعرض إلى 11 مليونًا و420 ألف جنيه خلال مدة قصيرة، مشيرة إلى أن معرض "صنع فى دمياط" جاء ضمن سلسلة المبادرات التي نفذتها المحافظة بالتعاون مع أجهزة الدولة، منوهة بأن المعرض جاء نتاج شراكة متميزة مع جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، حيث أتاح فرصًا تسويقية جديدة لمنتجات الصناع بمحافظة دمياط.
وقال رضا صالح، أحد أصحاب المصانع بمدينة دمياط للأثاث، إنه اتخذ هذه الحرفة وتعلمها من والده وعمه الذين يمتلكون واحدًا من أقدم أصحاب مصانع الأثاث وأشهرهم في المدينة.
وأوضح صالح، أن صناعة الأثاث تواجه تحديات عديدة محليًا وعالميًا وذلك نتيجة تذبذب الأوضاع خارجيًا بسبب فيروس كورونا، بالإضافة إلى توقف مصانع في الصين وأمريكا، ولكن تحاول الدولة جاهدة في الحفاظ على هذه الصناعة من خلال إطلاق المعارض ودعم الصناعة والعاملين فيها استعداد للعودة وإعادة الهيكلة بعد أزمة كورونا.
وطالب صالح، بضرورة دعم الدولة والحكومة لهذه الصناعة من أجل تطويرها الذي بالفعل بدأ نتيجة عن إصرار الدولة على دفع عجلة الإنتاج بها والعودة بالمدينة إلى الريادة العالمية، ومن ثمَّ، فهو لا يجد غضاضة في أزمة ارتفاع الأسعار الحالية لأن الدولة سوف تعمل على حلها فورًا كما عودتهم في الأزمات التي سبقت ذلك.
ويستهدف معرض "صنع في دمياط" للأثاث دعم أصحاب مصانع وورش الأثاث في المحافظة، وذلك تشجيعًا لهذه الصناعة الوطنية ودعم الأيدي العاملة الماهرة بقطاع الأثاث ماليًا وفنيًا، باعتباره تكتلًا إنتاجيًا وحرفيًا لديه فرص مميزة في مجال التصدير، فضلًا عن أن تنظيم المعرض بشكل دوري في القاهرة يتيح المزيد من الفرص التسويقية المميزة لسكان ورواد القاهرة الكبرى والمحافظات المجاورة لها، ويلبي احتياجات الجمهور بأسعار تنافسية.
وخلال الفترة من عام 2014 إلى نهاية عام 2021، قدم جهاز تنمية المشروعات دعمًا تمويليًا لنحو 5 آلاف مشروع صغير تعمل في مجال تصنيع وتجارة الأثاث والموبيليا والمنتجات الخشبية في نطاق محافظة دمياط، أي خلال حوالي 7 سنوات بإجمالي تمويل حوالي 220 مليون جنيه، ساهمت في تعزيز إنتاجية القطاع وحسنت من أحوال العاملين بتجمع الأثاث، ووفرت 15.702 فرصة عمل جديدة.
وفي عام 2015، وضعت الحكومة الحجر الأساسي لفكرة إنشاء مدينة الأثاث بدمياط عام، عندما أصدر المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، حينها، قرارًا بإقامة مدينة صناعية متكاملة لتكون مركزًا لإعادة صناعة الأثاث المصرية إلى مكانتها العالمية، استجابة لتكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسى ببناء المدينة على الأرض، التى تتمتع بتاريخ طويل فى هذه الصناعة.
أحمد عبدالمنعم، أحد العاملين بورش تصنيع الأثاث في المدينة الجديدة، يقول إن صناعة الأثاث تعاني تحديات كبيرة وتحتاج إلى مزيد من الاهتمام والدعم.
وأشار عبدالمنعم، إلى أنه عندما بدأت الدولة في مشروع مدينة دمياط كان أمل جديد لإعادة إحياء هذه الصناعة، فهذه أول مرة يهتم بنا رئيس الوزراء ويلقي الضوء على مهنتنا ويعطيها تلك الأهمية مما يجعلنا ندعم مشروعات الدولة لتحسين مستوى المهنة عامة.
وأضاف عبدالمنعم، أن وجود معارض منظمة ومدينة متخصصة لصناعة الأثاث يجعل المهنة على دراية كاملة بالتطورات العالمية وتحسن مستوى تداول قطع الأثاث وبشكل أكثر نظامًا وبدء العمل على وجود معارض جديدة وحديثة وعلى مساحات واسعة لعرض منتجاتنا بها مع طرحها في معارض دولية يعد إنجاز يفوق التوقعات بالنسبة لنا.
شهرة كبيرة لمصر في صناعة الأثاث
وفي سياقٍ متصل، أوضح محمد عبداللطيف، نائب رئيس الغرفة التجارية بدمياط، أن الدولة تحرص على تطوير صناعة الأثاث في مصر وخاصةً دمياط والنهوض بهذه الصناعة وذلك من خلال دعم التجار وأصحاب المصانع.
وأضاف عبداللطيف، أنه أيضًا يجري تنظيم المعارض المختلفة في دمياط وفي منطقة أرض المعارض من أجل العمل على تسويق الصناعة المصري من الأثاث والتي تشتهر بها مصر.
وأشار إلى أن مصر تحظى بشهرة كبيرة على الصعيد المحلي والعالمي في صناعة الأثاث، وذلك يرجع إلى وجود مدينة متكامل مخصصة لصناعة أفضل جود من الأثاث.