«زلازل ضرب بلاد الشام».. أحداث تاريخية في رمضان
وقعت بعض الأحداث التاريخية في شهر رمضان، وصارت محور الناس واهتماماتهم وأحاديثهم.
ففي اليوم الرابع والعشرين من عام 152 هجريا، حسبما روى «أبو شامة» في كتاب «عيون الروضتين» أنه حدثت واقعة أحدثت زلزلة كبيرة ضربت بلاد الشام وأحدثت خرابا كبيرا.
ضربت الزلازل بلاد الشام ابتداء من شهر صفر، وعادت في جمادي الأولى، ثم في جمادى الآخرة، ثم في رجب، ثم في رمضان، واستمرت حتى شهر ذي القعدة، قال: «في الرابع والعشرين من رمضان وافت دمشق الزلزلة روعت الناس وأزعجتهم لما وقع في نفوسهم مما قد جرى على بلاد الشام من تتابع الزلازل، ووافقت الأخبار من ناحية حلب بأن هذه الزلزلة جاءت فيها هائلة، فقلقلت من دورها ومن جدرانها العدد الكثير، وأنها كانت بحماة أعظم مما كانت في غيرها، وأنها هدمت ما كان عمر فيها من بيوت يلتجأ إليها، وأنها دامت أياما كثيرة في كل يوم عدة وافرة من الرجفات الهائلة، يتبعها صيحات مختلفة توفى على أصوات الرعود القاصفة المزعجة».
وفي الرابع عشر لشهر رمضان أيام الخليفة المأمون العباسي، حسبما ورد في كتاب "البداية والنهاية" لابن كثير، أن المأمون كتب إلى إسحاق بن إبراهيم نائب بغداد يأمره أن يطلب من الناس التكبير عقب الصلوات الخمس، فكان أول من بدأ بذلك في جامع بغداد والرصافة يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان، لأنهم كانوا إذا قضوا الصلاة قام الناس قياما فكبروا ثلاث تكبيرات، ثم استمروا على ذلك في بقية الصلوات، قال ابن كثير: «وهذه بدعة أحدثها المأمون بلا مستند ولا دليل معتمد، فإن هذا لم يفعله قبله أحد».
أما في اليوم السابع من شهر رمضان في 224، حسبما ورد في كتاب" شذرات الذهب في أخبار من ذهب" لأبو الفلاح بن العماد الحنبلي، أنه وقع في ذلك اليوم طائر أبيض على دابة بحلب فصاح "يا معشر الناس اتقوا، الله، الله، الله، حتى صاح أربعين صوتا ثم طار وجاء من الغد فصار أربعين صوتا، وكتب صاحب البريد بذلك، وأشهد خمسمائة إنسان سمعوه".