«الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات» تصدر دراستها عن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية
أصدرت وحدة الدراسات والبحوث بالجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات دراسة بحثية عن «تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية»، ومدى تأثيرها على آليات عمل الأمم المتحدة.
تناولت الدراسة قضية الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها على أوروبا وموقف الأمم المتحدة ودول العالم من تلك الحرب، وإلى أي مدى أثرت العقوبات الدولية التي فرضتها دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية على روسيا، والتحديات التي تواجه المدنيين أثناء القصف الروسي علي أوكرانيا وإلى أي حد تفاقمت مشكلة اللاجئين وبيان موقف الأمم المتحدة تجاههم.
وانقسمت الدراسة إلي ثلاثة فصول، تناول الفصل الأول طبيعة العلاقات الروسية الأوكرانية والأسباب الحقيقية والمعلنة التي أدت إلى الحرب، وانقسم الفصل الأول إلى مبحثين، تناول المبحث الأول مسار تطور العلاقات الروسية الأوكرانية منذ تفكك الاتحاد السوفيتي حتى الغزو الروسي على أوكرانيا، بالإضافة إلى الأزمات التي شهدتها أوكرانيا، وموقف روسيا من تلك الأزمات.
أما المبحث الثاني تناول الأسباب التي أعلنها الرئيس الروسي بوتين ليبرر بها غزوه على أوكرانيا واختبار منطقية تلك الأسباب المعلنة، وتوضيح الأسباب الحقيقية للغزو.
وفي الفصل الثاني تناولت الدراسة العقوبات الدولية وتداعياتها على روسيا.
وانقسم الفصل إلى: المبحث الأول الذي يتناول العقوبات التي فرضتها الدول الغربية والولايات المتحدة علي روسيا بالإضافة إلي عقوبات الشركات متعددة الجنسيات، وبيان موقف مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة من الغزو، أما المبحث الثاني فقد تناول تداعيات وتأثير تلك العقوبات علي الاقتصاد الروسي وإلي أي مدي كانت تلك العقوبات مؤثرة على روسيا.
وتناول الفصل الثالث موضوع إصلاح الأمم المتحدة ومصير اللاجئين. وتناول المبحث الأول من هذا الفصل ضرورة إصلاح وتعديل مجلس الأمن ونظام التصويت فيه، وكيف أن نظام التصويت في مجلس الأمن أصبح بمثابة عقبة تعرقل أعمال الأمم المتحدة في تحقيق الأمن والسلم الدوليين، أما المبحث الثاني فقد تناول مشكلة المدنيين طالبي اللجوء هربا من القصف واشتعال المعارك، وضرورة وضع آلية أكثر فاعلية تعمل على حمايتهم في ظل الحروب الدولية.
وتوصلت الدراسة لعدة نتائج أهمها:
• الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرغب في إعادة المكانة الدولية للاتحاد السوفيتي السابق وغزوه لأوكرانيا هو بمثابة جزء من هذا المشروع.
• نظام الامم المتحدة وتحديدا مجلس الأمن يمر بأسوء فترة منذ انشائة مما يمثل هشاشة وضعف يهدد السلم والأمن العالمي.
• مجلس الأمن أصبح منذ فترة كبيرة بمثابة عقبة تعرقل أعمال الأمم المتحدة ونظام التصويت فيه "الفيتو" جعله تحت سيطرت الدول الكبرى.
• أصبح من المتوقع في حالة تطور الحرب الروسية الأوكرانية وزيادة الاحتقان بين روسيا والغرب من الممكن أن يؤدي إلي حرب عالمية ثالثة ستكون بمثابة انهيار للأمم المتحدة يشبه انهيار عصبة الأمم آبان الحرب العالمية الثانية أو الإصلاح الجذري.
• فشل المجتمع الدولي في وضع آليات فعالة لحماية المدنيين أثناء الحرب وآليات التعامل مع اللجوء.
وقدمت الدراسة عدة مقترحات وتوصيات أهمها:
• على الأمم المتحدة تعديل نظام التصويت داخل جلسات مجلس الأمن، بإلغاء حق الفيتو أو وضع القيود والشروط على استخدامه.
• لابد أن يكون هناك ضمانات لاستخدام حق الفيتو داخل مجلس الأمن حتي لا يتعارض وميثاق الأمم المتحدة واحترام حقوق الانسان ويجب ان يكون هناك دورا لمحكمة العدل الدولية في هذا الشأن.
• يجب علي الأمم المتحدة وضع آلية أكثر فعالية لحماية المدنيين أثناء الحروب و ضمانات لحماية اللاجئين اثناء استقبالهم.
• ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمساعدة الدول المستضيفة للاجئين على أراضيها.