خبير نيجيرى يكشف لـ«أمان» كيف طبّق الجيش عملية «الممر الآمن» لمحاربة بوكو حرام
يشن الجيش النيجيري حربًا شرسة ضد إرهابيي بوكو حرام منذ أكثر من 10 سنوات حتى الآن، وغالبًا ما تقوم الحكومات، في تعاملها مع التحريضات العنيفة والعصيان المدني من قبل المواطنين، باستخدام "الجزرة" و"العصا" لإنهاء مثل هذه المواقف البشعة.. استخدم الجيش النيجيري نفس الإجراءات في التعامل مع إرهابيي بوكو حرام من خلال الجمع بين سياسة "عملية الممر الآمن" والهجمات العسكرية .
خطورة الموقف الذي تشهده نيجيريا منذ سنوات تحدث عنها الدكتور لو ميفور هو زميل أول في مدرسة أبوجا للفكر الاجتماعي والسياسي، في تصريح خاص لـ"أمان"، موضحاً أنه خلال الـ10 سنوات، ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، قُتل ما يصل إلى 30 ألف شخص بمن فيهم جنود الجيش النيجيري ونزح حوالي ثلاثة ملايين في أكثر من عقد من إرهاب بوكو حرام.
وقال لو ميفور، خلال حديثه لـ"أمان"، إن الكثير من النيجيريين يعيشون الآن في مخيمات للنازحين في فقر وبؤس ومرض، أيتام وأرامل ومصابون بسبب هذه الحرب التي لا تنتهي، وقد شهد العديد منهم الموت المروع وتفاصيل محزنة لأفراد أسرهم.
واشار لو ميفور إلى أن الجيش النيجيري أطلق عملية «الممر الآمن» في عام 2016 لمنح المنشقين الراغبين عن الرحيل عن بوكو حرام والجماعات الإرهابية فرصة لنبذ الإرهاب والعفو وإعادة الاندماج في المجتمع، وظاهريًا قد لا يكون إعطاء الإرهابيين خيار الاستسلام والعفو وإعادة الاندماج في المجتمع بعد إعادة التأهيل فكرة سيئة، حسب رأيه.
وأوضح لو ميفور أنه بعد كل شيء ما تريده الأمة هو السلام، لكن هناك قضايا يجب مراعاتها قبل الشروع في مثل هذه السياسة غير المؤكدة، والتي يحتمل أن تكون خطرة.
وأكد الباحث النيجيري أنه ربما تكون أهم قضية يجب أخذها في الاعتبار في عملية حدود الممر الآمن هى تحديد ما إذا كان الإرهابيون التائبون قد تابوا بالفعل، التوبة ليست نتاج مجرد إعلان نية، إنها يجب أن تنبع من الكينونة الداخلية بدءًا من الندم، حيث يجسد الندم الشعور بالذنب، وهو ما سيمنعهم من العودة إلى قتل الناس وترهيبهم.
وأشار لو ميفور إلى أن الشخص الذي يعتنق أيديولوجيا إرهابية يمكنه بسهولة أن يتوب، ولكن المشكلة هي أن الأيديولوجيا تعمل في المستوى الأخير من الاقتناع، حيث إن الأيديولوجية أقوى من الرأي والموقف، والأيديولوجيا هي اعتقاد يتطلب جهودًا أكبر للتغيير في أي شخص خاصة المتطرفين.
وأوضح أن قطاع الطرق والإرهابيين يحتلون 1129 مترًا مربعًا من محميات الغابات في نيجيريا، وتعمل الأيديولوجيا مثل الدين، ويتم ترسيخ الدين في نظام المعتقدات، والذي يمكن أن يجعل الفرد يقتل نفسه أو آخر، بمن في ذلك الأطفال والآباء والأشقاء عند تطبيقه بشكل سلبي.. لم يشرح علماء النفس بشكل كامل لماذا يمكن أن يقتل المؤمن بقضية ما والديه وأطفاله وإخوته، ومع ذلك هذه هي حقيقة الطبيعة البشرية، كما يقول الكتاب المقدس إن العقل شرير للغاية، لهذا السبب في مسرحية شكسبيرتوجد مأساة «ماكبث» عندما قال الملك دنكان: "لا يوجد طريقة سهلة لبناء العقل".. هذا يعني أن وجه المرء يمكن أن يخفي الواقع ويجعل من المستحيل معرفة ما يفكر فيه المرء ما لم يخبرك هو بذلك، وهذا ما يفعله الإرهابيون، يخدعون الناس بسمات الدين الظاهرية لكنهم وحوش من الداخل.
وختم بأن بوكو حرام استطاعت استغلال الفقر والجهل في نيجيريا، ومن رفضوا اتباعهم قاموا بممارسة الإرهاب عليهم، فأخضعوهم بالترهيب والتخويف والسيف.