باحث أردنى: تفجير مطار كابول جزء بسيط من الاقتتال الدائم داخل الحركات التكفيرية
حول الآراء المرحبة والمتفائلة بوصول حركة طالبان إلي الحكم في أفغانستان، التي تذهب إلي أن الحركة تغيرت عما كانت عليه قبل عشرين عامًا. وتعقيبًا علي تفجيرات مطار كابول أمس، قال الباحث الأردني زيد عمر النابلسي: إلى فاقدي الذاكرة من مؤيدي الإرهاب الطالباني، أقول لكم إننا لا ننسى ولن ننسى ولن نسامح ولن نغفر. في يوم الأحد 23 نوفمبر 2014، وبينما كانت سوريا الجريحة تعاني من الإرهاب التكفيري والذبح في الشوارع وقطع الرءوس بالبلطات والسيوف على أيدي تنظيم القاعدة في بلاد الشام بتوأميه داعش وجبهة النصرة، دخل انتحاري إرهابي من حركة طالبان على ملعب لكرة الطائرة في إقليم باكتيكا في شرق أفغانستان وفجّر حزامه الناسف في وسط جمهور المدنيين وذبح أكثر من خمسين مواطنًا أفغانيًا أعزلًا لا ذنب لهم إلا أنهم خرجوا ليستمتعوا بمشاهدة الألعاب الرياضية التي حرّمتها الحركة الإرهابية التي يهلل لها داعموها من عشاق الدم اليوم.
وتابع موضحًا في تصريحات خاصة لــ"أمان": هذا الهجوم على ملعب لكرة الطائرة كان واحدًا فقط من عشرات الهجمات الانتحارية المماثلة التي نفذتها حركة طالبان بحق المدنيين الأبرياء العزّل من الشعب الأفغاني المظلوم خلال العشرين سنة الماضية، ذات الحركة التي تحاول قناة الجزيرة اليوم، الراعي الرسمي للإرهاب التكفيري في العالم، تلميعها وإعادة تأهيلها وإظهارها بمظهر الحمل الوديع.
وحول دور قناة الجزيرة في تلميع قادة التنظيمات الإرهابية وتسليط الضوء عليها بغسل سمعتها أوضح "النابلسي": هذا هو ديدن هذه القناة منذ تأسيسها، تمامًا كما حاول مذيعها أحمد منصور أن يفعل عندما استضاف على شاشته في 29 مايو 2015 أبو محمد الجولاني، زعيم إرهابيي تنظيم القاعدة في جبهة النصرة، وحاول إظهار ذات المجرمين الذين فجروا فنادقنا وأعراسنا في عمان في 2005 بمظهر حضاري لإعادة تأهيل الحركة التي نصحها صبي الموساد عزمي بشارة آنذاك أن تغير اسمها لتصبح "جبهة فتح الشام" تارةً، ثم "هيئة تحرير الشام" تارةً أخرى.
هذا الخداع والتدليس والاحتيال والتضليل وتغيير الأسماء مارسوه على أنفسكم وعلى جمهوركم وعلى باقي فاقدي الذاكرة، أما نحن فلن ننسى ولن نسامح ولن نغفر.
واختتم مؤكدًا: التفجير الإرهابي الإجرامي في مطار كابول يوم أمس هو مجرد جزء بسيط من الاقتتال والتناحر والانشقاق الدائم داخل الحركات التكفيرية الإرهابية، فكما انشقت النصرة عن داعش، أو في رواية أخرى انشقت داعش عن النصرة، لا فرق، وكما ذبحوا الآلاف في حروبهم الداخلية وصراعاتهم على الإمارة في سوريا الحبيبة، سيستمر الاقتتال بين الطالبان وبين توأمهم في تنظيم الدولة الإسلامية، وسيستمر سفك الدماء وقتل البشر، وستبقى قناة الجزيرة تُلَمِّع وتبرر وتكذب وفي رقبتها أنهار وسيول جارفة من دماء المدنيين الأبرياء.