تقرير أممى: طالبان والقاعدة لا يزالان متحالفين بشكل وثيق والدول المجاورة تشعر بالقلق
كشف أحد التقارير الأجنبية عن أن تنظيم «القاعدة» موجود في 15 مقاطعة أفغانية على الأقل بشكل أساسي في الشرق والجنوب والجنوب الشرقي، وأشار إلى أن «القاعدة يحافظ على اتصال مع طالبان لكنه قلل من الاتصالات العلنية مع قيادة طالبان في محاولة لعدم تعريض موقف طالبان الدبلوماسي للخطر تجاه اتفاق الدوحة، بعد الصفقة الموقعة مع إدارة ترامب، رئيس الولايات المتحدة السابق».
وأوضح التقرير أن جيران أفغانستان لديهم مخاوف أكثر إلحاحًا، حيث إن باكستان التي دعمت طالبان، ومزيجها من القرآن والكلاشينكوف، ضد النفوذ الهندي في الدولة الباكستانية شهدت بالفعل عودة ظهور طالبان الباكستانية بتشجيع من النجاح الذي أتمته في أفغانستان.
وأكد التقرير أن طالبان الباكستانية تربطها علاقات فضفاضة مع الجماعة الأفغانية، لكنها أيضا، وعلى الرغم من التواصل الخفي، لا تزال طالبان ملتزمة بالإطاحة بالدولة الباكستانية ولديها ملاذات على طول الحدود لتسيطر أيضا على باكستان.
وأضاف التقرير أن بإمكان باكستان ممارسة الضغط على طالبان الأفغانية لكبح جماحها، لكن المعضلة تكمن في مدى سيطرتها الفعلية على المنطقة، خاصة مع وجود نفوذ قوي ورئيسي للحركة في باكستان.
وتأثر الداخل الباكستاني برواية النصر والنجاح التي حققتها الحركة وما لها صدى في باكستان، والباكستانيون أنفسهم يبالغون أحيانًا في تقدير مدى سيطرتهم على هذه المجموعات المختلفة.
وأوضح التقرير أن إيران أيضا تشعر بالقلق إزاء التحركات الجديدة للاجئين والتدفق المستمر للأفيون عبر الحدود، والذي كان مصدرًا للنقود لطالبان، بالإضافة إلى الجماعات المناهضة لإيران، مثل البلوش، التي يمكنها استخدام أفغانستان لمهاجمة إيران.
وأضاف أن سكان آسيا الوسطى يشعرون بالقلق من عدم الاستقرار والهجمات عبر الحدود التي يشنها متشددون إسلاميون ينحدرون من أفغانستان منذ عام 1999، ومع حكومة طالبان الأخيرة التي سيطرت، أيضا في عام 2000 حدثت آنذاك عمليات توغل خطيرة في جنوب قيرغيزستان، ودعم الحرب الأهلية في طاجيكستان، وفي عام 1999 انفجرت ست قنابل في طشقند عاصمة أوزبكستان، ما يدفع حكومات آسيا الوسطى للشعور بالقلق من عودة هذه الأعمال مرة أخرى، خاصة مع هروب الرئيس السابق أشرف غني إلى طاجيكستان ومنها إلى الولايات المتحدة.
وسابقا كانت قد تعرضت الصين أيضًا لحوادث إرهابية في شينجيانج، وعلى الرغم من أن ربط تلك الأحداث بأفغانستان غير واضح، فقد عمل المتطرفون في الأويغور من هناك عبر الحدود الضيقة مع الصين، وتحاول الصين الآن إيجاد بعض التسوية مع طالبان لعدم عودة مثل تلك الأفعال مرة أخرى.
وكانت قد حذرت الصين من عدم الاستقرار الناجم عن الانسحاب الأمريكي السريع من أفغانستان، ولكن مثل روسيا ومعظم جيرانها، من المرجح أن تعترف بحكومة طالبان الجديدة.
ففي أواخر الشهر الماضي التقى مسئولون صينيون وفدًا من طالبان، من بينهم الملا عبدالغني بارادار، أحد مؤسسي حركة طالبان، الذي أمضى سنوات في السجون الباكستانية.