رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لعنة الانتخابات الأفغانية هل تنتهي بإيقاف عملية الاقتراع؟!

جريدة الدستور

فجّر شخص انتحاري حزامه الناسف، صباح الاثنين، قرب سيارة أثناء دخولها مقرّ المفوضية المستقلة للانتخابات في كابول، مما أوقع قتيلا وستة جرحى على الأقل، في اعتداء يندرج ضمن سلسلة هجمات شهدتها عملية الاقتراع.

وقد أعلنت وكالة "أعماق" الداعشية، مسئولية تنظيم داعش الإرهابي عن هذا التفجير منذ قليل، والذي وقع قرب مفوضية الانتخابات في العاصمة الأفغانية كابول.

وأضاف بيان التنظيم الإرهابي أن مهاجما "انطلق ملتحفا سترته الناسفة نحو مقر مفوضية الانتخابات الشركية، الواقع في الناحية التاسعة بمدينة كابول، وعند اقتراب آليتين للأمن الأفغاني وآلية تقل الموظفين، توسطهم وفجّر حزامه الناسف بينهم".

وأسفر الاعتداء، الذي وقع عند الساعة الثامنة، عن مقتل شرطي وجرح ستة أشخاص، هم أربعة من موظفي المفوّضية وشرطيان.

وقال المتحدث باسم شرطة العاصمة الأفغانية، بصير مجاهد، لوكالة "فرانس برس" إن "الشرطة رصدت المنفّذ وأصابته بالرصاص قبل أن يصل إلى هدفه".

وتابع المتحدث أن "الجرحى نقلوا إلى المستشفى وحالتهم مستقرة".

وتقول المفوضية إن نحو 4،2 مليون شخص شاركوا في التصويت، من أصل 8،9 مليون ناخب مسجلين، على الرغم من الهجمات العديدة التي استهدفت الناخبين.

وشابت العملية الانتخابية، التي كانت طالبان هددت باستهدافها، مشاكل تقنية وتمديدا للاقتراع واتهامات بالتزوير وأعمال عنف، ومقتل المئات جراء عشرات الاعتداءات.

ويقول كثير من المراقبين إن عددا كبيرا من الأسماء الواردة على لوائح المقترعين يستند إلى وثائق مزورة بهدف حشو الصناديق.

وأجريت الانتخابات التشريعية الثالثة في أفغانستان منذ إطاحة نظام طالبان في 2001 بعد تأجيل لأكثر من ثلاث سنوات، وهي تعتبر اختبارا للانتخابات الرئاسية العام المقبل.

كذلك تعتبر الانتخابات محطة مهمة قبل اجتماع للأمم المتحدة في جنيف، في نوفمبر، بينما تمارس ضغوط على أفغانستان لإظهار تقدم في "العمليات الديمقراطية".

ترشّح للانتخابات أكثر من 2500 شخص، بينهم رجال دين وصحفيون وأبناء زعماء حرب، للفوز بمقعد في مجلس النواب الذي يتألف من 249 نائبا.

ومن المتوقع أن تصدر اللجنة النتائج الأولية للفرز في 10 نوفمبر، بينما تشير الدلائل إلى أن هناك مشاكل في أجهزة التدقيق البيومترية التي استخدمت للمرة الأولى، وأدرجت في ربع الساعة الأخير غياب عدد من القوائم الانتخابية أو عدم اكتمالها، مما قد يحدث جدلا حول كيفية احتساب الأصوات الصحيحة.

وكانت اللجنة أعلنت، في وقت سابق، أن الأصوات التي لم يتم التدقيق فيها بيومتريا ستلغى، كما تلقّت اللجنة آلاف الشكاوى بعد اقتراع دام ثلاثة أيام في 33 من أصل 34 ولاية أفغانية.

والسبت اقترع ناخبو قندهار، مهد حركة طالبان في جنوب البلاد، والتي لطالما شهدت الانتخابات فيها اتهامات بالتزوير.

وعلى الرغم من أن التحضيرات فيها كانت "أفضل" مقارنة مع السنوات السابقة، إلا أن مشاكل الأجهزة البيومترية والقوائم الانتخابية لم تحل.

وكان قد تأجل الاقتراع في قندهار أسبوعا بعد اغتيال قائد الشرطة المحلية الجنرال عبدالرزاق، في 18 أكتوبر، وكان مناهضا لطالبان ويقف بوجه التمرد في الجنوب.

كما قتل في العملية التي نفّذها عنصر "متسلل" لطالبان، كان موظفا كحارس شخصي لحاكم الولاية، قائد المخابرات في الولاية وصحفي في التليفزيون العام، وأصيب 13 شخصا بجروح في الاعتداء، بينهم الجنرال الأمريكي جيفري سمايلي، الذي يشرف على مهمة لقوات حلف شمال الأطلسي.

وكان قائد قوة الحلف الأطلسي في أفغانستان، الجنرال الأمريكي سكوت ميلر، مشاركا في الاجتماع لكنه لم يصب بأي أذى.. ولقي رجل شرطة حتفه، وأصيب أربعة آخرون، اليوم الإثنين، خارج مقر لجنة الانتخابات المستقلة في العاصمة الأفغانية كابول، عندما فجر انتحاري نفسه بالقرب من بوابة مقر اللجنة.

ونقل موقع وكالة "تولو نيوز" الأفغانية،اليوم، عن متحدث باسم قائد شرطة كابول قوله إن الهجوم وقع عند الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي فى كابول.

ووفقا للشرطة، قام انتحاري مترجل بتفجير ما لديه من عبوات ناسفة بالقرب من بوابة مقر لجنة الانتخابات المستقلة.

ومع ذلك، قالت لجنة الانتخابات المستقلة إن ما لا يقل عن رجل شرطة ومدني واحد قتلا في الهجوم، كما أصيب خمسة من موظفي اللجنة،مما يجعل عملية الانتخابات في الفترة القادمة أمر شبه مستحيل، خاصة مع تسلل عدد من الإرهابيين إلى مقر الانتخابات وتنفيذ مثل هذه العمليات الانتحارية.