«تركت كاستللو في معسكر اعتقال ألماني».. الأمهات في أعين الأدباء الغربيين
نشرت مجلة الثقافة العالمية تقريرًا توضح فيه دور الأمهات عند الأدباء الغربيين، وكيف وصف الأبناء الأمهات في الروايات، المقال كتبه ألكسي لوركا ونشر عام 1989.
رينيه بيلليوتو
والدة الأديب الكبير رينيه بيلليوتو صاحب روايتي "جهنم، والآلة" لم تكن لديها أي مرجعيات أدبية، ومع ذلك فإن تلك الإسبانية الامية كانت منبع موهبة ابنها الصغير الذي نشأ في مدينة ليون، يقول ابنها:" لقد حثتني على التخلص من وضعي بدفعي إلى تعلم اللغة الفرنسية، وإلحاقي بمدرسة اغنياء، وتحولي إلى تلميذ جيد، وبدت لي اللغة الفرنسية كطوف نجاة والكتابة كمحاكاة للحياة".
جاك بوريل
كان يتيم الأب وعاش مع والدته وكان في الثالثة الثلاثين من عمره عندما أصابها مرض عضال، وكرس لها الابن كل وقته طوال 18 عاما، ولم يبدأ كتابة روايته الشهيرة "التدله" والتي فازت بجائزة جونكور إلا بجوارها وهي في المستشفى، فكانت نموذجا أدبيا رائعا لحب الابن لأمه.
روبير ساباتييه
كرس الكاتب روبير ساباتييه لأمه التي توفيت عندما كان في الثامنة عشرة من عمره سيرة ذاتية تقع في خمس مجلدات، من أشهرها أعواد الثقاب السويدية، ويحكي عنها فيقول:" عندما بدأت كتابة الرواية كانت أم الطفل قد ماتت، وبعد أن ألفت هذا الكتاب شعرت فجأة بالحاجة إلى إحياء هذه الأم من جديد، فكتبت رواية دافيد وأوليفييه، والتي جرت أحداثها قبل أحداث "أعواد الثقاب السويدية"، فكأنني كنت أحول دون أن تموت والدتي".
دل كاستيللو
كانت أم الكاتب الشهير دل كاستيللو مولعة بالكذب، فتركت ابنها في بداية الحرب وقد تم ترحيل الصبي الصغير إلى معسكر اعتقال ألماني وهو في التاسعة من عمره، وعندما خرج أودع في إصلاحية بإسبانيا، وطوال سنواته راح يرغم نفسه على الاعتقاد بان امه تلاقي نفس المصير أو انها تبحث عنه، لأن الابن لم يكن يتصور أن أمه أرسلته إلى جبهة القتال دون ان يقتلها ذلك، وقد انتهى كابوسه، وأقام لنفسه حياة كانت أمه قد تركتها له دون أي ترتيب، وذلك في رواياته "بتانجي"، وشارع الأرشيف، هي حياة على الورق استلهمها الصبي، وراح الولد يبحث عن أمه، وعندما عثر دل كاستيللو على والدته واصلت أكاذيبها وعرضت عليه عدة صيغ لحكايتها، وكانت تعاني القلق خوفا من أن يسجل ابنها الحقيقة ذات يوم، وراحت تعلن على الملأ أنها مؤلفة كتب ابنها، وأنها بالطبع روايات خيالية.