رئيس المركز الأورومتوسطي يبين فائدة صحبة الصالحين
أبرز رئيس المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم ،الدكتور منير القادري، مجموعة من فوائد المداومة على الطاعات، منها الوقاية من الغفلة، مبينًا أن النفس إن لم تَشغَلها بالطاعة شغلَتك بالمعصية، لقوله تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 205]، جاء ذلك خلال مشاركته في ليلة الوصال رقم ٩٦التي تنظمها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية.
وأضاف "القادري" أنها تقوي عزيمة المؤمن، ويستقيم بها حاله، ويستمر على عمله الصالح حتى الممات مستشهدا بقوله تعالى: { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ } [إبراهيم: 27].
ونبه "القادري" إلى عدم احتقار أي الأعمال الصالحة، مستحضرا ما رواه أَبِو هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) : أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ لِبِلاَلٍ عِنْدَ صَلاَةِ الفَجْرِ (( يَا بِلاَلُ حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الإِسْلاَمِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الجَنَّةِ )). قَالَ: مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِنْدِي: أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طَهُورًا، فِي سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ، إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ.(رواه البخاري ومسلم).
وبين"القادري" فائدة صحبة الصالحين التي تتجلى في المداومة على الاعمال ، وتابع شارحا أن من صاحبهم نشطت أعضاءه للطاعات، لأنهم أهل الفضل والصلاح مستدلا بقوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28] ، موردا قول السعدي -رحمه الله- في تفسير هذه الآية : (يأمر تعالى نبيَّه محمدًا -صلى الله عليه وسلم- - وغيرُه أُسوتُه في الأوامر والنواهي - أن يَصبِر نفسه مع المؤمنين العباد المنيبين ﴿ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ﴾ ؛ أي: أولَ النهار وآخِرَه يريدون بذلك وجهَ الله، فوصفَهم بالعبادة والإخلاص، و في صحبتهم من الفوائد ما لا يُحصى).(تفسير السعدي (ص: 475)).