ما حكم تخصيص مكان محدد في المسجد للصلاة؟.. داعية بالأوقاف يرد
ورد سؤال إلى الشيخ مكرم عبداللطيف، الداعية بوزارة الأوقاف من أحد المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي يقول: أرى بعض الناس يخصص له مكان معين في المسجد لا يصلي إلا فيه، خلف الإمام أوعلى يمين الصف، فهل هذا الفعل جائز ومن السنة؟
من جانبه، قال الداعية بوزارة الأوقاف، إن هذا الفعل ليس من السنة، بل هو مخالف فقد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَقْرَةِ الْغُرَابِ، وَافْتِرَاشِ السَّبْعِ، وَأَنْ يُوَطِّنَ الرَّجُلُ الْمَكَانَ فِي الْمَسْجِدِ كَمَا يُوَطِّنُ الْبَعِيرُ" وقد حسنه الألباني بشواهده في "السلسلة الصحيحة".
وأشار إلى أن المراد بنقرة الغراب، هو تخفيف السجود بحيث لا يمكث فيه إلا قدر وضع الغراب منقاره فيما يريد أكله، ومعنى أن يوطن الرَّجل المكان فِي الْمسجِدِ كَمَا يُوَطِّنُ الْبَعِيرُ)، أي: أن يألف الرجل مكانا معلوما من المسجد لا يصلي إلا فيه كالبعير لا يأوي من عَطَنِه إلا إلى مَبْرَك دَمِثٍ قد أوطنه واتخذه مناخا لا يبرك إلا فيه .
وتابع: فليس لأحد من الناس أن يختص بشيء من المسجد بحيث يمنع غيره منه دائما، بل قد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إيطان كإيطان البعير، قال العلماء: معناه أن يتخذ الرجل مكانا من المسجد لا يصلى إلا فيه". بل يكره للرجل أن يتخذ مكانا في المسجد لا يصلي فيه، وقد ذكر العلماء عدة حكم لهذا الحكم، وبعض المفاسد المترتبة عليه،فمن ذلك: أن العبادة في هذا المكان تصير طبعا وعادة له فيفقد لذة العبادة وحلاوته، فيه شيء من الرياء والشهرة، فقد يصلي في هذا المكان ليقال: هذا مكان فلان، وأيضا: قد يمنع غيره من الصلاة في هذا المكان، فيكون قد ظلم غيره ومنعه من حقه .
وأكمل: أن حكمته أن يؤدي إلى الشهرة والرياء والسمعة والتقيد بالعادات والحظوظ والشهوات، وكل هذه آفات أي آفات يتعين البعد عما أدى إليها ما أمكن، وورد أنه لا بأس بتخصيص مكان معين في المسجد للصلاة فيه في صلاة النافلة.