هل يشارك الله أحد من البشر فى صفاته مثل العفو؟.. عضو بالفتوى يوضح
ورد سؤال إلى الدكتور عطية لاشين، عضو لجنة الفتوى بالأزهر، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر من أحد المتابعين يقول: سمعنا أن صفة العفو مشتركة بين الله عز وجل ورسوله، والمؤمنين، فهل يشارك الله أحد في صفاته؟
من جانبه، رد لاشين قائًلا:" فإنه كما جاء في السؤال بالنسبة لصفة العفو فإنها اسم من أسماء الله الحسني وصفاته العليا، وكذلك صفة اتصف بها صلى الله عليه وسلم، وأخيرا فإنها صفة من صفات بعض عباد الله المتقين وبيان ذلك ما يلي: بالنسبة لعفو الله عز وجل فقد قال عز وجل: (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون ).
وواصل: غير ذلك كثير من آي الذكر الحكيم الدالة على عفو الله ومحوه أثر الذنوب ولذك وجب على المؤمن استثمار عفو الله من خلال توبته من الذنوب، والرجوع فورا إلى علام الغيوب، فمن فعل ذلك ورجع إلى الله وأناب وتاب فإن الله يتوب عليه وينسي الحفظة ذنوبه، ويعود بعد التوبة كيوم ولدته أمه.
وبالنسبة لعفوه صلى الله عليه وسلم فإنه أمره به ربه فقال له :(خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)، وقد امتثل الرسول صلى الله عليه وسلم أمر خالقه فكان من العافين راجيا ثواب عفوه من الرب القدير، ولذلك حينما عاد إلى مكة فاتحا دون إراقة قطرة دم قال لأهلها ما تظنون أني فاعل بكم )؟ قالوا: خيرًا أخ كريم وابن أخ كريم قال صلى الله عليه وسلم:(اذهبوا فأنتم الطلقاء )، فعلم العفو أصحابه من خلال القدوة فكانوا كذلك٠
وتابع لاشين: وأما عفو المؤمن فقد دعاه إليه المولى عز وجل وحثهم عليه وسيل لعابهم نحوه، وأجرى ريقهم إليه وذلك من خلال الجزاء الذي وعد الله به من كان عن غيره عافيا فجعل الله العفو صفة من صفات المتقين الذين أعد الله لهم جنة عرضها كعرض السماء والأرض.
واستدل بما قاله الله تعالى: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) كما بين المولى عز وجل أن من كان عافيا عن ظلم العباد له وطغيانهم واعتدائهم عليه عامله الله بنفس الصفة التي عامل بها إخوانه المعتدين فعفا عنه وتجاوز عن زلاته ومحا عنه سيئاته أيا كان الجزاء من جنس العمل وأوصله اتصافه بالعفو أن يكون أقرب للتقوى قال تعالى: (وأن تعفوا أقرب للتقوى ) وقال سبحانه:( ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولى القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم )٠
وأشار إلى أنه ليس معنى اتصاف الله بالعفو واتصاف رسوله كذلك واتصاف بعض من عباد الله به أنهم أي الرسول وبعض العافين صاروا شركاء لله في هذه الصفة فعفو الله مطلق ولا حدود له ولا نهاية لحده لأنه ليس كعفوه عفو لايضاهيه عفو رسوله ولا مثيل له من عفو بعض عباده فالكل يأخذ من هذه الصفة بقدره ولله المثل الأعلى هل استضافتك على مائدة أحد المسئولين تكون كاستضافتك على مائدة أحد الرعية العاديين أظن لا فبينهما من الفرق الكبير هذا بالنسبة للمخلوقين إذا تفاوتت مراكزهم، فما بالك بالنسبة للخالق عز وجل إن عفو غيره لا يساوي مثقال حبة من خردل بجانب عفو الكريم٠