في ذكرى ميلاده.. أحمد بهاء الدين اختلف مع السادات وعبد الناصر قال: اتركوه مخه كده
تمر اليوم الذكرى الـ 95 لمولد الكاتب الراحل أحمد بهاء الدين والذي ولد في مثل هذا اليوم ال11من فبراير ١٩٢٧، وقد رحل عن عالمنا في الـ 24 من أغسطس عام ١٩٩٦، وهو القامة والقيمة الصحفية والفكرية الصعب والنادر تكرارها في المشهد الصحفي العربي .
يعد أحمد بهاء الدين واحد من أبرز وألمع وأشجع صحفي جيله، هو أصغر رئيس تحرير عرفته الصحافة المصرية والعربية، ولم يتأتي تربعه على عرش الكتابة المغايرة والمختلفة والصادمة احيانا من فراغ ، لم يكن الكاتب الصحفي أحمد بهاء الدين من الصحفيين الذين عرفوا السجون والمعتقلات ، ويرجع ذلك إلى قناعاته التى كان يرددها دائما ،بأنه يذهب إلى آخر حدود الأسلاك الشائكة ، ويتجنب الاصطدام بالألغام، ويصل إلى النقطة التي يقول فيها القانون "قف عندك" إى جانب ذلك لم يتورط طزال تاريخه المهني في أية قوالب جاهزة أو حتى انتماء والتزام حزبي ضيق كان يذهب بعيدا بكتاباته إلى تلك المنطقة التى يفتح فيها آفاق للمعرفة والاشتباك مع القضايا الراهنة، وفي مختلف المجالات.
عندما بكى أحمد بهاء الدين
يذكر الكاتب الصحفي مصطفى نبيل في مقاله المنشور بمجلة الهلال تحت عنوان أحمد بهاء الدين العاشق للحقيقة العدد 2 لعام 200" أنه شاهد دموع أحمد بهاء الدين وفجيعته عقب هزيمة يونيو 1967، بعدها نشبت أزمة بهاء عندما كان نقيبا للصحفيين، فعندما أخذت ترتفع كلمات النقد في الصحافة ، وفرضت الرقابة على الصحف قام مجلس النقابة بالاحتجاج على الحكومة مرتين ، مرة بإصدار بيان على فرض الرقابة على الصحف بعد أن خاضت مصر حرب السويس 1956 دورن رقابة على الصحف ، ومرة أخرى عندما رفع النقيب مذكرة إلى الرئيس عبد الناصر يحتج خلالها المجلس على انفراد صحيفة الأهرام التي يرأس تحريرها محمد حسنين هيكل وانفرادها بنوع من الأخبار يتعلق بالمصالح القومية العليا، جاء في المذكرة " إن رئيس الدولة إذ يخص بهذه الأخبار جريدة دون أخرى فكان ما يميز بين المواطنين الذين يقرءون هذه الجريدة أو غيرها ".
وعندما وقف مجلس نقابة الصحفيين مع الطلبة في احتجاجهم على أحكام الطيران ، وعرضت المسألة على عبد الناصر من أجل اتخاذ إجراء من بها ء قال أتركوه هو مخه كده "!.
رسالة بهاء إلى السادات
في عهد الرئيس الراحل أنور السادات تم فصل أحمد بهاء الدين ووقفه عن الكتابة مرتين، وقرأ بها قرار نقله من رئاسة مجلس إدارة الهلال إلى روز اليوسف في الصحف ، ورفض بهاء تنفيذ القرار وعمل كاتبا بالأهرام ، وكتب إلى الرئيس السادات رسالة يقول فيها "لقد اخترعت الثورة صحفيين وكتابا ودكاترة في كل مجال ، ولكنني لست أحد أختراعات الثورة، وقد كنت رئيسا لتحرير أكبر جريدة في مصر، وهي أخبار اليوم ـ واتقاضى أقصى حد للمرتب قبل تأميم الصحف بسنتين.
رحل أحمد بهاء الدين في الـ24 أغسطس عام 1996 عن عمر يناهز الـ 69 عاما ، تاركا تاريخا طويلا وممتد يقفز من الماضي إلى الحاضر، ويراهن على الذهاب إلى المستقبل عبر كتابة صافية وشجاعة.