«صوت الأزهر» تدعو إلى فتح حوارٍ إيجابي يتبناه «إعلامٌ مهنى لا يستهدف الإثارة»
تُصدر صحيفة «صوت الأزهر» الناطقة باسم الأزهر الشريف، ملفاً تذكارياً فى عددها المقبل، يتناول عدداً من أبرز قضايا المرأة، التى تصدَّى لها الأزهر الشريف وإمامه الأكبر، خلال السنوات الأخيرة، بالاجتهاد والحسم والإيضاح؛ ليكون هذا الملف دليلاً إرشادياً للباحثين والمتابعين والمهتمين بمعرفة الموقف الأزهري الصحيح من هذه القضايا.
ويصدر ملف العدد ورقياً، مع العدد الأسبوعى ويُوزَّع كنسخة pdf، عبر الصفحة الرسمية لصحيفة "صوت الأزهر" على "فيس بوك" فى اليوم نفسه، يُبرز ما انتهى الاجتهاد الأزهرى إليه فى نحو ١٤ قضية أساسية؛ منها العنف ضد المرأة، بيت الطاعة، التحرُّش الجنسى، الطلاق التعسُّفى، تولى المرأة الوظائف العليا، ظُلم العادات والتقاليد للمرأة باسم الدِّين، الحكم الصحيح فى تعدُّد الزوجات، وسفر المرأة بدون محرم، وختان الإناث، والإجبار على الزواج، وضرب الزوجات، وزواج القاصرات، وحرمان المرأة من الميراث، ونصيب المرأة فى ثروة زوجها التى أسهمت فى تنميتها.
واعتمدت الجريدة فى ملفها على رؤية الإمام الأكبر د.أحمد الطيب، شيخ الأزهر، فى هذه المسائل؛ ومنها رفض وجود بيت الطاعة، وتحريم العنف ضد المرأة، ورفض إجبار المرأة على الزواج ممَّن لا ترغب، ورفض إعضالها بمنعها من الزواج من كفءٍ تُريده، وحظر ضرب الزوجات بالقانون، وجواز تولى المرأة الوظائف العليا جميعها متى امتلكت الكفاءة وشروط الوظيفة؛ ومنها الرئاسة والفتوى والقضاء.
ويعرض الملف لمبادئ المشروع التأسيسى لهيئة كبار العلماء حول حقوق المرأة، والصادر بيانه عام ٢٠١٢، والمرتكز على تأكيد المساواة الكاملة مع الرجل، ويتضمَّن تأكيداً لحقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وتدعو الجريدة، فى ملفها، عبر افتتاحية الكاتب والصحفى أحمد الصاوى، رئيس التحرير، إلى حوارٍ إيجابىٍّ ينطلق من منهج الإمام الطيب فى تعزيز الاجتهاد الجماعى بين المعنيين والمتخصصين، حول هذه المسائل وغيرها ممَّا يشغل المجتمع، فيما يلزم أن يعتمد هذا الحوار على تناولٍ إعلامىٍّ جاد ومهنى، يستهدف النقاش وليس إثارة الجدل وصناعة «التريند» ولايجنح نحو الإثارة، ويحترم الحقيقة وينبذ الصراع.
وقال الصاوى إن الجريدة ستُتيح الملف أمام جميع الباحثين والمهتمين والقائمين على المؤسسات والهيئات الإعلامية وهيئات العمل على ملف المرأة الحكومية والأهلية؛ ليكون دليلاً إرشادياً بما تم إنجازه، ومقدمة لحوارٍ يبدأ من حيث انتهى الاجتهاد الأزهرى؛ لضمان عدم صرف الطاقة المجتمعية فى نقاشٍ ما تم حسمه بالفعل، وفى إطار تأكيدٍ عملىٍّ على حجم الجهد والإنجاز الذى حدث داخل الأزهر فى ملف تجديد قضايا المرأة، سواء فى القضايا التى أُثيرت إعلامياً أو غيرها، التى استشعر الأزهر وشيخه أهميتها وتأثيرها وحاجة الناس إلى حسمها؛ دعماً للاستقرار، وتأكيداً لحقوق وواجبات تحترم الشَّرع دون تفريطٍ أو إفراطٍ، معتبراً أن تلك المسائل المُختارة فى الملف، هي نماذج تأتى على سبيل المثال وليس حصراً لكل ما تم إنجازه من تجديدٍ، سواء فى ملف المرأة أو غيره.