الكنيسة الأرثوذكسية تحيي ذكرى رحيل الأنبا بولا السواح
تُحيي الكنيسة الأرثوذكسية، اليوم، ذكري رحيل القديس الأنبا بولا اول السواح.
وقال ماجد كامل الباحث في التراث الكنسي، وعضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي، إن السواح درجة من درجات الرهبنة العليا يصل إليها الراهب بعد سنوات طويلة من التدريب والجهاد الروحي ؛إلي درجة أنه يصبح غير مرتبط بمكان أو ممتلكات ؛فمن كثرة زهده يصل إلي درجة من التجرد بحيث يهيم علي وجهه في الصحراء .
وتابع: أما عن القديس الانبا بولا نفسه ؛ فلقد ولد في مدينة الإسكندرية"، وفي رواية أخري طيبة الأقصر حاليا " ؛ وتعلم في أرقي مدارس عصره ؛ثم توفي والده عندما بلغ الخامسة عشر من عمره ؛ فنازعه شقيقه الأكبر ويدعي "بطرس " "وفي رواية أخري زوج شقيقته" في الميراث الذي تركه له والده ؛ووصل النزاع إلي المحاكم
وأضاف: وهرب إلي الصحراء ليختلي في مكان منعزل بجانب عين ماء ونخلة ؛وسكن في مغارة في الجبل متعبدا ومصليا، ويقال أن الأنبا بولا عندما هرب إلي الصحراء ؛كان ينوي لأول وهلة أن يعود إلي العالم بعد قضاء فترة خلوة في الصلاة والتأمل، ولكنه بعد أن ذاق حلاوة الحياة الرهبانية رفض العودة إلي العالم مرة أخري ؛وآثر البقاء في الصحراء بل زاد علي ذلك بأن دخل إلي عمق الصحراء حتي لايتقابل مع أي إنسان .
وتابع: وظل هكذا في الصحراء لمدة حوالي 60 سنة ؛وتصادف في نفس الفترة أن ترهب القديس الانبا انطونيوس أبو جميع الرهبان في ديره الشهير بالبحر الأحمر ؛ وعندما بلغ حوالي التسعين من عمره جاءه فكر أنه أول من خرج للصحراء ليتعبد هناك ؛فجاءه صوت من السماء أنه قد سبقه إلي البرية رجل قديس أسمه بولا ؛ فجال في الصحراء باحثا عنه طالبا من الله الإرشاد ؛ وبعد ثلاثة أيام من البحث المتواصل وعندما حل الظلام بحث عن مكان هاديء يستريح فيه قليلا.
وواصل: فلمح مغارة منحوتة في الجبل وشاهد في داخلها ضؤا خافتا ؛فعلم أنه وجد ضالته المنشودة ؛ وأخذ يقرع باب المغارة بإلحاح شديد حتي فتح له الأنبا بولا ؛ثم تعانقا عناقا طويلا كما لو كانوا يعرفون بعضهم بعضا منذ فترة طويلة ؛ثم جلسا يتحدثان ويتسامران ؛فسأله الأنبا بولا عن مصر وأحوالها ؛وهل ما زال النيل يجري ويفيض بخيره علي المصريين جميعا ؛وبعد أن طمأنه الأنبا أنطونيوس عن مصر وعن فيضان نهر النيل ؛فجأة حلق غراب فوق رأسيهما ونزل وترك لهما رغيف خبز كامل.