باحثة: زيارة السيسي لجيبوتي تعمق الروابط الأخوية والعلاقات الاستراتيجية
قالت هبة زين الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن زيارة الرئيس الجيبوتي لمصر في أعقاب الزيارة التاريخية التي قام بها إلى جيبوتي خلال مايو الماضي، تأتى لتؤكد حرص القاهرة على تعزيز العلاقات وترسيخ التعاون الاستراتيجي مع جيبوتي في شتي المجالات لإقامة شراكة مستدامة بين البلدين، بما يعكس مزيداً من التنسيق والتعاون فيما يتعلق بقضايا الأمن الإقليمي والعمل التكاملي لإرساء السلام والاستقرار في المنطقة.
وأضافت «زين» في تصريحات لـ«الدستور» أن كلمات الرئيس الجيبوتي خلال المؤتمر الصحفي أكدت على عمق الروابط الأخوية والعلاقات الاستراتيجية راسخة، التي تربط البلدين، وحرص مصر المستمر على تلبية الاحتياجات التنموية لبلاده وتحقيق الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، وأن اختيار مصر لاستضافة قمة المناخ cop27، ما هو إلا انعكاسا للتقدير العالمي لجهود مصر في مختلف المجالات، وفي الحفاظ على البيئة ودورها في إزالة آثار التغير المناخي على وجه الخصوص، متمنيًا نجاح القمة، وثقته في قدرة مصر على إنجاحها.
وأكدت أن العلاقات الدبلوماسية التاريخية بين البلدين تضرب في أعماق التاريخ، ففي حين تمثل مصر البوابة الشمالية لمضيق باب المندب فإن جيبوتي بمثابة البوابة الجنوبية والمشرف على حركة الملاحة البحرية من مضيق باب المندب، المدخل الجنوبي للبحر الأحمر في اتجاه قناة السويس. كما إنها دولة حيوية واستراتيجية بقضية سد النهضة، والمتحكم في غالبية حركة التجارة الاثيوبية المعتمدة على السواحل الجيبوتية باعتبارها دولة حبيسة.
وأوضحت أن العلاقات بين مصر وجيبوتي علاقات متميزة على المستويين الرسمي والشعبي، وهناك تنسيق وتشاور دائم على مستوى جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي، بشأن القضايا التي تهم المنطقة خاصةً في الوقت الراهن الذي تشهد فيه منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر تحديات متلاحقة، الأمر الذي يفرض تكثيف التعاون والتنسيق مع مصر.
ولفتت إلى أن التعاون المصري الجيبوتي لا يقتصر على الجانب السياسي فقط، فلدى مصر قوات بحرية في منطقة باب المندب، للحفاظ على الاستقرار هناك في ظل الأزمة اليمنية، وسبق أن شكلت 8 دول "مجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن" في يناير 2020، ويضم مصر والسعودية وجيبوتي واليمن والصومال وإريتريا والسودان والأردن، بهدف التنسيق والتشاور حول البحر الأحمر وخليج عدن، وتعزيز أمن الملاحة وحماية التجارة العالمية التي تمر عبر قناة السويس، وتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين الدول الثمانية، وفق ميثاق تأسيس المجلس.
وتابعت: «من المتوقع على خلفية الزيارة الأخيرة تعزيز العلاقات الاقتصادية في قطاعات البنية التحتية والطاقة والصحة والطيران والتعليم والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، فضلاً عن زيادة الاستثمارات البينية والارتقاء بمعدلات التبادل التجاري بين البلدين، بما فيها من خلال تعزيز جهود إنشاء المنطقة اللوجستية المصرية في جيبوتي لتسهيل حركة التجارة بين البلدين ودول الجوار، والتي تم التباحث بشأنها في مايو 2015، إلى جانب تكثيف برامج الدعم الفني المقدمة إلى الجانب الجيبوتي».