ما الحكمة من الإسراء والمعراج؟.. عضو لجنة الفتوى يجيب
قال الدكتور عطية لاشين، عضو لجنة الفتوى بالأزهر، أستاذ الفقه بكلية أصول الدين بالقاهرة، إن المعجزة أمر خارق للعادة لايظهرها الله إلا على يد نبي ولقد أيد الله عبده وحبيبه بكثير من المعجزات الدالة على صدق رسالته وصحة نبوته، منها معجزة الإسراء والمعراج والتي كانت بدايتها من المسجد الحرام بمكة المكرمة، وانتهت عند البيت المقدس بفلسطين والمعراج التي بدأت من المسجد الأقصى علوا إلى مكان تسمع فيه صرير الأقلام بتصاريف الأقدار.
أضاف فى رده على سؤال ورد إليه من أحد المتابعين عبر"فيسبوك" يقول فيه: ماهي الحكمة من الإسراء والمعراج؟، أن الدروس المستفادة من هاتين الرحلتين كثيرة، نقتصر على واحد منها هو أنه إذا ضاقت على الإنسان الأرض ( رغم سعتها)، بما رحبت وضاقت عليه نفسه وظن أن الأمور لا حل لها فإن السماء تسع هذا الإنسان تسري عنه همومه، وتذهب عنه أحزانه وكأنه ما شعر بحزن قط٠
وتابع لاشين: النبي (ص) فقد في عام واحد ظهيرين كبيرين ونصيرين عظيمين له أحدهما زوجه العزيز خديجة أم المؤمنين، رضي الله عنها، كانت نعم الزوجة الرءوم الحنون المضحية بمالها في سبيل نصرة دين الله والذي كان يجد زوجها المعصوم (ص) راحته عند عودته إليها بعد العناء الذي يكابده وهو يدعو الناس إلى الإسلام، وثاني النصيرين عنه عمه أبوطالب صاحب الكلمة المسموعة في قومه والمركز الاجتماعي المرموق بين قبيلته وعشيرته فلكونه كذلك أبعد كثيرًا من الأذى عن ابن أخيه، حيث كان الناس يعملون له ألف حساب.
وأكمل عضو لجنة الفتوى بالأزهر: أن بعد موت هذين اللذين توليا الدفاع ماديا ومعنويا عن الرسول (ص) لم يبق مدافعا له ولا مساندا له وكان إيذاؤه سهلا من المعاندين المكذبين، إذ ليس له ساعتئذ حائط صد يمنع عنه الاضطهاد وصنوف الإيلام في وسط هذا الضباب الكثيف والظلام المتراكم بعضه فوق بعض جاءت رحلة الإسراء والمعراج استضافة ربانية سماوية علوية ليقول الله لحبيبه، ومصطفاه ونبيه ومجتباه أنا معك لن أسلمك ولن أتخلى عنك ولن أتركك وسط هذا الظلام وحدك فامض لدعوتك فلا تخشى أحدا إلا الله بلغ رسالتك والله يعصمك من الناس.