جابر بغدادي: علينا المبادرة بالتوبة والرجوع عن طريق المعاصي
قال الشيخ جابر البغدادي رئيس مؤسسة القبة الخضراء ووكيل الطريقة الخلوتية الجودية، إن شهر رجب المبارك واحد من الأشهر الحُرم التي لها مكانة عظيمة عند الله وعند المسلمين ولذلك نجد دعوة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأن يبارك الله في هذا الشهر بقوله: «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان».
وتساءل البغدادي: ما هي البركة التي كان يقصدها النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه؟ هل هي مجرد بركة مادية تتعلق بالرزق والطعام والشراب، أم تتجاوزها إلى البركة بمفهومها الشامل والأعم؟.
وأجاب: البركة التي عناها النبي صلى الله عليه وسلم هي بركة أكثر عمقا من مجرد الرزق المادي المحسوس والملموس، هي بركة في استغلال روحانيات هذا الشهر في التقرب إلى الله والعودة إلى النهج الإسلامي القويم والتمسك بسنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، والتشمير عن ساعد الجد، والمبادرة بالتوبة والرجوع عن طريق المعاصي إلى طريق الحق وجادة الصواب.
وحثّ البغدادي جموع المسلمين إلى ضرورة تبني منهج عملي في التقرب إلى الله انطلاقا من بركة شهر رجب ومواصلة ذلك في شهر شعبان، للحصول على البركات والنفحات الربانية في شهر رمضان المبارك بإذن الله، ومن ذلك قراءة القرآن ولو عشر آيات يوميا، ومن زاد استعداده، زاد استمداده وتعرضه لنفحات هذه الأيام.
كما دعا المسلمين إلى إحياء سنة قيام الله ولو بركعتين، ومن زاد فله الأجر والثواب، وأضاف: إذا كانت هذه عبادات بين العبد وربه فإن هناك عبادات يعود نفعها على المسلمين جميعا، ومن ذلك إطعام الفقراء، ورعاية الأيتام، والوقوف إلى جوار الأرامل والمعيلات وتقديم الدعم لهن.
واختتم بالقول: رجب وشعبان للاستعداد، ورمضان المبارك للإمداد، وليلة القدر للوداد، ففيها تشرق الأنوار في قلوب عباد الله المؤمنين، الذين اجتهدوا في الزرع خلال الشهرين السابقين على شهر مضان (رجب وشعبان) وبالتالي استحقوا أن يعيشوا فرحة الحصاد في شهر الصيام.