عطية لاشين يفسر الآية الكريمة «فتلقى آدم من ربه كلمات»
من الأسئلة التي وردت إلى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وعضو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، من أحد المتابعين عبر وسائل التواصل الحديثة من سائل يقول: ما هو تفسير هذه الآية الكريمة ( فتلقى آدم من ربه كلمات) وما هي الكلمات التي تلقاها؟.
ورد عطية قائًلا:" إن عداوة الشيطان لبني الإنسان قديمة قدم البشرية يرجع عهدها إلى أبينا آدم أبي الإنسانية، ومن ثم وجب على الإنسان أن يأخذ الحيطة والحذر تجاه هذه العداوة الشيطانية لئلا يكون فريسة سهلة، ولقمة سائغة للوساوس الشيطانية، وأن يتسلح بالأسلحة الواردة في الشريعة الإسلامية، والتي نصت عليها الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية.
وتابع عضو لجنة الفتوى: ومنها قوله سبحانه: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله)، ومنها النهي عن اتباع هذه الوسوسة، وعدم الاستجابة لها والانخداع بها قال العليم الخبير: ( يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان) وقول العليم الحكيم أيضا: (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ).
واستشهد بما جاء في السنة النبوية قوله صلى الله عليه وسلم:(إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فضيقوا عليه مجاريه بالجوع ) أي بالصيام.
وأما بخصوص السؤال، فقال لاشين: قال ابن عباس والحسن وابن جبير والضحاك ومجاهد هي قوله تعالى :( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين).
وأكمل: قال البعض: المراد بالكلمات: البكاء والحياء، والدعاء، وقيل: الندم والاستغفار والحزن، بينما قال ابن عباس: إن الكلمات التي تلقاها أبونا آدم: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك خير الغافرين، سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت عملت سوءا، وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم).
وأوضح عضو لجنة الفتوى بالأزهر، أن الراجح أن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه: (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين). لأن أفضل تفسير للقرآن ما كان بالقرآن).