عالم أزهري يوضح حكم من يماطل في سداد الدين وهو قادر عليه
قال الدكتور عطية لاشين أستاذ الفقه بكلية أصول الدين بالقاهرة جامعة الأزهر وعضو لجنة الفتوى بالأزهر، ينبغي أن تكون علاقة المؤمنين بعضهم مع البعض الآخر علاقة ود وحب وتسامح وتصافح، وأن يمد الغني يده بالمساعدة والإقراض لمن كان مضيقا عليه في الرزق، وعلى من اقترض من غيره مالا، أن يبادر بسداده ويسارع بإبراء ذمته من هذا الدين، لكي يرفع عن كاهله هم الدين بالليل، وذله بالنهار، وأن ينوي نية السداد والوفاء عند الاقتراض.
وأضاف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر في رده على سؤال ورد إليه من أحد المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي يقول: «ما حكم من يماطل في سداد الدين وهو قادر على سداده؟ إن المدين القادر على السداد القادر على الوفاء لكنه يماطل، وعنده الجرأة على أكل أموال الناس بالباطل فإني واضع بين يدي هذا المدين المماطل جملة من أحاديث النبي الكريم إذا وعاها بقلبه، وسمعها بأذنه واعية ما سمح لنفسه قط بالمماطلة».
واستدل عضو لجنة الفتوى بالأزهر من السنة النبوية بما روى البخاري عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مطل الغني ظلم)، فالحديث يتضمن زجرا شديدًا، ويحمل وعيدا أكيدا على المطل في سداد الدين وكان قادرا على ذلك حيث عده الحديث ظالما، واعتبره أهل العلم فاسقا.
واستشهد لاشين أيضا بما روى أحمد وأبو داود وابن حبان عن عمرو بن الشريد عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( لي الواجد يحل عرضه وعقوبته)، ومعنى (لي الواجد)، أي مطل الواجد الذي هو قادر على السداد لا غيبة له إذا اغتابه الناس ولا يؤثمون بذلك، وروى ابن ماجه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله الله صلى الله عليه وسلم قال) من مات وعليه دين، أو درهم قضي من حسناته، ليس من دينار ولا درهم).