ما هى كيفية صيام سكان القطبين؟.. عضو لجنة الفتوى بالأزهر يرد
قال الدكتور عطية لاشين، عضو لجنة الفتوى بالأزهر، بالنسبة للبلاد التي يصعب تحديد وقت الصوم بها بسبب موقعها الجغرافي كسكان منطقة القطبين الشمالي، والجنوبي، وكذلك البلاد التي يطول فيها النهار ليصل عدد ساعاته إلى عشرين ساعة وما تبقى فهو الليل كما هو الحال في السويد وغيرها مثلا فإن للفقهاء اتجاهين في تحديد بداية ونهاية الصوم بالنسبة لهؤلاء:
الاتجاه الأول:
- تقدرأوقات صيامهم وفطرهم على مواعيد البلاد التي نزل فيها الوحي: مكة أو المدينة، رزقنا الله الموت في إحداهما، والتطبيق العملي لهذا التقدير على حسب هذا الرأي أن يقسم أهل القطبين وما شابههم أوقاتهم حسب الساعات الزمنية إلى جدول يحدد مواعيد الإمساك والإفطار بالقياس على مواعيد مكة، أو المدينة٠
الاتجاه الثاني:
- وهو ما ذهب إليه الأكثرون من أهل العلم المعاصرين وهو ما أميل إليه وأرجحه انه يقدر وقت الصوم بالنسبة لأهل هذه البلاد على حسب مواقيت أقرب البلاد المعتدلة إليهم أي يحسبون وقت بداية صومهم بحسب ميقات أقرب بلد إليهم تتميز فيها الأوقات ويكون ليلها ونهارها متسعا لما فرض الله من أركان الإسلام وخاصة الصلاة والصيام حتى لا تتعطل في هذه البلاد شعائر الإسلام٠
وأضاف في رده على سؤال ورد إليه من سائل يقول: ما هى كيفية صيام سكان القطبين؟ يمكن أن يستدل لهذا الرأي بما رواه الإمام مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال فسأل الصحابة عن مقدار ما يمكث في الأرض ؟ فقال صلى الله عليه وسلم "أربعون : يوما كسنة ،ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم " قلنا يا رسول الله: فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم ؟قال: لا اقدروا له'
وتابع: معنى قوله صلى الله عليه وسلم "اقدروا له" كما قال الإمام النووي : انه إذا مضى من الفجر قدر ما يكون بينه وبين الظهر كل يوم فصلوا الظهر ثم إذا مضى بعد الظهر قدر ما يكون بينه وبين العصر فصلوا العصر ،وهكذا سائر الأوقات حتى ينقضي هذا اليوم ومثل ذلك في اليوم الثاني وما بعده حتى تنقضي السنة٠
وأوضح أنه بتطبيق ما جاء في الحديث على صيام أهل القطبين فإنهم يصومون بتقدير الساعات كان يقدرون اثنتي عشرة ساعة للنهار فيمتنعون فيها عن الأكل والشرب وسائر الشهوات حتى تنقضي ثم يفطرون، وهكذا حتى ينقضى رمضان يتم في كل يوم من أيامه تقدير ساعات لليل ومثلها للنهار٠