الجلد العقدي.. مرض خطير يهدد الثروة الحيوانية
حبوب متكاثرة شديدة البروز على جلد الحيوان من ماشية وأبقار تُشعر بالتقزز وتُسبب لهم الألم كما تُهددهم بالنفوق، وتهدد المجتمع بالضرر الاقتصادي، إنها أعراض مرض الجلد العقدي أو الجدري الذي يُصيب الأبقار والجاموس، وتبذل مديريات الطب البيطري حاليًا جهودًا كبيرة لمكافحته بإجراء حملات تطعيمية مكثفة في محافظات مصر لتحصينات الماشية ضده.
يكشف عدد من الأطباء البيطريين"للدستور"، سبب انتشار هذا المرض ومدى خطورته، وكذا طرق مكافحته، فيقول سيد فرج استشاري الأمراض البيطرية إنّ "مرض الجلد العقدي خطير في حال لم يُعالج سريعًا".
وتابع "سيد" أنّ تركيبة هذا المرض الجينية تُشبه جدري الأغنام والماعز، وهو يصيب الأبقار، وتنتقل العدوى به عن طريق الناموس أو تناول طعام وشراب ملوث بلعاب حيوانات مريضة.
أضاف أن المرض يظهر على الحيوان على شكل أورام أو ديمية بمنطقة اللبب أسفل البطن، وتسبب له ارتفاع في درجة الحرارة وهزالًا شديدًا.
وأكد استشاري الأمراض البيطرية على ضرورة الإبلاغ الفوري من المربي في حال ملاحظته أيًا من أعراض هذا المرض على الحيوان، و قال أنه يجب العزل السريع للحيوان المُصاب مدة لا تقل عن21 يومًا بعد تناول العلاج.
أما عن احتمالية انتقال المرض إلى الانسان أوضح فرج أنه من الجيد عدم انتقاله إليه وبُعد احتمالية ذلك.
عدم الوعي السبب وفرص انتقاله للإنسان بعيدة
عدم التحصين قبل دخول فصل الصيف حيث تكثر فيه الحشرات هو أحد أسباب إصابة الحيوان بالعدوى وذلك حسب قول الطبيب محمد سمير استشاري أمراض الحيوان، والذي أكد أن الإهمال في التحصينات والناتج في الغالب عن عدم وعي المُربي يتسبب في إصابة الحيوان بمرض الجلد العقدي، مشيرًا أنه في حال الانتباه له قبل فوات الآوان يُصبح علاجه بسيطًا ولا يستدع القلق.
وتابع أن عدم النظافة بالحظائر وعدم التطهير هو سبب هام كذلك لانتشار المرض.
أما عن أعراض "الجلد العقد" فأوضح أنها في البداية تتمثل في الارتفاع بدرجات الحرارة وامتناع الحيوان عن الأكل، ثم حدوث حمى، إلى أن تظهر الحبوب على الجلد في قدم الماشية أو صدرها أو جسدها بأكمله وهذا يتحدد حسب مناعة الحيوان.
وتابع أن هذه العقد قد تنتشر بكثافة شديدة على جسد الحيوان وتحوي صديدًا أو تتحول لقشور جافة، وهي لا تُسبب الوفاة إلا عند إصابة الجهاز التنفسي فقط.
أضاف أن معدل الإصابة بمرض الجلد العقدى تصل إلى 45%، ومعدل النفوق يصل إلى 10 %، أما ما ينتج عن المرض من أضرار خلافًا لنفوقها الذي يمثل في حد ذاته خسارة للثروة الحيوانية، أنه يتسبب في تقليل مُعدلات إنتاج البقر والجاموس بشكل ملحوظ من ألبان ولحوم وهو ما يمثل بالطبع خسارة اقتصادية أخرى.
وختم بضرورة توعية المربين بخطورة المرض وطرق مكافحته وأهمية التحصين المُبكر بشكل عام للحيوان، كذلك أشار إلى ضرورة التوعية بالتخلص الآمن من الحيوانات النافقة.
جهود المكافحة
في إطار مكافحة مرض"الجلد العقد" تقوم الهيئة العامة لخدمات الطب البيطري بحملات بيطرية على المزارع والأسواق وأماكن تجمع الماشية لتقديم التطعيمات والتحصينات اللازمة لرصد أية حالات إصابة والحد من انتشار المرض، مع تجهيز جميع الوحدات البيطرية على مستوى الجمهورية بجميع الأدوات واللقاحات لمجابهة المرض.
في محافظة بني سويف أعلنت مديرية الطب البيطري أن العدد الإجمالي للحيوانات التي تم تحصينها ضد المرض بلغت 15ألف و608رأسًا، والتي شملت تحصين 13 ألف و482 من الأبقار، و2126من الأغنام والماعز، وتتواصل فعاليات الحملة بحسب البرنامج المعد لتغطية كافة أنحاء المحافظة.
أما بمحافظة البحيرة فأعلنت مديرية الطب البيطرى هناك تحصين تقريبًا 8 آلاف رأس ماشية ضد الجلد العقدى وجدرى الأغنام حتى كتابة هذه السطور.