أستاذ بالأزهر يوضح حكم الدعاء في السجود عند الأئمة الأربعة
قال الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع أسيوط، إن مسألة الدعاء في السجود دائمًا يثار حولها جدل بين رواد التواصل الاجتماعي، ويأتون ببعض الآراء في تلك المسألة.
وأضاف مرزوق في رده على ما أثير حول حكم الشرع في الدعاء أثناء السجود في الصلاة، أن هناك أربعة أقوال لفقهاء الأمة، وهم:
- ﻗﺎﻝ مذهب أئمة الأحناف: ﻻ ﻳﺄﺗﻲ اﻟﻤﺼﻠﻲ ﻓﻲ ﺭﻛﻮﻋﻪ ﻭﺳﺠﻮﺩﻩ ﺑﻐﻴﺮ اﻟﺘﺴﺒﻴﺢ، ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺬﻫﺐ، ﻭﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻣﺤﻤﻮﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﻞ.
- بينما يرى المالكية أنه ﻳﻨﺪﺏ اﻟﺪﻋﺎء ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻮﺩ ﺑﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﻣﻮﺭ اﻟﺪﻳﻦ ﺃﻭ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﺃﻭ اﻵﺧﺮﺓ، ﻟﻪ ﺃﻭ ﻟﻐﻴﺮﻩ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺃﻭ ﻋﻤﻮﻣﺎ، ﺑﻼ ﺣﺪ، ﺑﻞ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﺴﺮ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ.
- بينما جاء الرأى الثالث عند الحنابلة قائلين بأنه ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎء اﻟﻤﺄﺛﻮﺭ ﺃﻭ اﻷﺫﻛﺎﺭ.
- وأما الرأى الرابع والأخير، فقال أئمة الشافعية ﻳﺘﺄﻛﺪ ﻃﻠﺐ اﻟﺪﻋﺎء ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻮﺩ.
ﻭأشار أستاذ التفسير إلى أنه جاء ﺩﻟﻴﻠﻬﻢ ﺧﺒﺮ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻏﻴﺮﻩ: «ﺃﻗﺮﺏ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺭﺑﻪ ﻭﻫﻮ ﺳﺎﺟﺪ، ﻓﺄﻛﺜﺮﻭا اﻟﺪﻋﺎء، ﻓﻘﻤﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺠﺎﺏ ﻟﻜﻢ»، رواه أحمد ومسلم وأبوداود، ﺃﻱ ﺃﻛﺜﺮﻭا اﻟﺪﻋﺎء ﻓﻲ ﺳﺠﻮﺩﻛﻢ، ﻓﺤﻘﻴﻖ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺠﺎﺏ ﻟﻜﻢ.
ﻭاستشهد مرزوق بما جاء ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﻣﻌﺎﺫ، ﺇﺫا ﻭﺿﻌﺖ ﻭﺟﻬﻚ ﺳﺎﺟﺪا، ﻓﻘﻞ: اﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﺮﻙ ﻭﺣﺴﻦ ﻋﺒﺎﺩﺗﻚ»، ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: «ﺃﺣﺐ اﻟﻜﻼﻡ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ اﻟﻌﺒﺪ، ﻭﻫﻮ ﺳﺎﺟﺪ: ﺭﺏ ﺇﻧﻲ ﻇﻠﻤﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻲ».
ﻭاستدل أستاذ التفسير خلال رده على ما أثير عبر وسائل التواصل، أيضا بما جاء ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ: «ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺳﺠﻮﺩﻩ:"اﻟﻠﻬﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﺫﻧﺒﻲ ﻛﻠﻪ، ﺩﻗﻪ ﻭﺟﻠﻪ، ﻭﺃﻭﻟﻪ ﻭﺁﺧﺮﻩ، ﻭﻋﻼﻧﻴﺘﻪ ﻭﺳﺮﻩ».