هل يرد المتوفي السلام عند زيارة القبر؟.. عطية لاشين يجيب
قال الدكتور عطية لاشين، عضو لجنة الفتوى بالأزهر، إن المسلم إذا مات فلا يفصله الموت ولا يقطعه عن الأحياء، بل تظل العلاقة بينهم قائمة، والحقوق مؤداة.
وأضاف في رده على سؤال ورد إليه من سائل عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك" يقول: إذا زرت قبر والدي، وسلمت عليه فهل يرد علي السلام، ويعرف من المسلم عليه؟ فقد شرع الإسلام ما يقوم به الأحياء تجاه الميت :من غسل وتكفين وصلاة جنازة ودفن في القبر، كما أن الميت ينتفع بما يقدمه الحي له قريبا كان هذا الحي، أو أجنبيا عنه بإذن أو بغير إذن.
وأشار إلى أنه من صور انتفاع الميت بما يقوم به الحي: دعاؤه للميت بالتثبيت عند سؤال الملكين له فقد روى أبو داود في سننه، والحاكم في المستدرك وصححه عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: ( استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل).
وتابع لاشين: ينتفع الميت كذلك بزيارة قبره من قبل الحي روى الخمسة عن سليمان بن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور فقد أذن لمحمد في زيارة قبر أمه فزوروها فإنها تذكركم الأخرة).
وأوضح عضو لجنة الفتوى بالأوهر، أن الموت ليس نهاية المطاف بالنسبة لمن مات، بل هو مرحلة انتقالية بين الدنيا والآخرة والإنسان بعد موته حي حياة حقيقية بكيفية لا يعلمها إلا الله لقد خاطب النبي صلى الله عليه وسلم قتلى أحد فتعجب من ذلك الأحياء وعبروا عن دهشتهم بقولهم للرسول صلى الله عليه وسلم: أتخاطب موتى؟ فقال صلى الله عليه وسلم ماأنتم يأسمع لي منهم ولكنهم لا يجيبون).
وأكد على إن الميت يشعر بمن يزوره، ويعرفه ويرد عليه السلام إذا سلم عليه، قال ابن عبد البر: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال مامن مسلم يمر على قبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام).
واستشهد لاشين بما روى ابن القيم في كتابه الروح عن أبي هريرة رضى الله عنه إذا مر الرجل بقبر أخيه يعرفه فسلم عليه رد عليه السلام وعرفه، وإذا مر بقبر لا يعرفه فسلم عليه رد عليه السلام، وكان صلى الله عليه وسلم إذا مر على القبور سلم عليهم قائلا ، السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، أليس في سلامه عليهم ما يدل على حياتهم وإلا كان السلام عبثا وهو صلى الله عليه وسلم منزه عن العبث.