الكنيسة الأرثوذكسية تحيى ذكرى نياحة القديس أنبا يوساب غدًا
تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، غدًا الثلاثاء، نياحة القديس أنبا يوساب أسقف جرجا وأخميم الشهير بـ"الأَبَحّ".
ووفقا لكتاب السنكسار الكنسي: وُلد ببلدة النخيلة، من أبوين غنيين محبين للفقراء. ولما بلغ من العمر 25 عامًا، أراد والداه أن يزوجاه فلم يقبل.
ولميل القديس إلى الحياة الرهبانية قصد عزبة دير القديس أنبا أنطونيوس ببلدة بوش حيث أقام مدة ظهر فيها تواضعه وتقواه، ما جعل رئيس الدير يوافق علي إرساله إلى الدير. ولما وصل الدير، استقبله الرهبان فرحين لما سمِعوه عنه من فضائله، وعن كثرة بحثه وتأملاته في الأسفار المقدسة، ثم بعد قليل ألبسوه ثياب الرهبنة.
وتابع: ولما وصل خبر القديس إلى الأب البطريرك أنبا يوحنا (السابع بعد المئة)، استدعاه وأبقاه لديه، وإذ تحقق ما كان يسمعه عنه من التقوى والعلم، دعا الآباء الأساقفة وتشاوروا على إقامته أسقفًا على كرسيّ جرجا. أما هو فاعتذر عن عدم قبول هذا المنصب لكثرة أعبائه، فرسموه رغمًا عنه.
مضيفا: ولما وصل القديس إلى مقر كرسيّه، وجد شعبه وقد اختلط به الهراطقة، فسعى في لم شمله، وبنى له كنيسة، واجتهد في تعليمه، ورد الضالين، وهداية كثيرين من الهراطقة، ووضَع عده مقالات عن تجسد السيد المسيح، وفسر كثيرًا من المعضلات الدينية، والآيات الكتابية، وحث شعبه على إبطال العادات المستهجَنة. كذلك أفلح القديس في إبطال المشاجرات والمخاصمات التي كانت تحدث من المعاندين للحق.
وكان رحومـًا على الفقراء، ولم يكُن يأخذ بالوجوه، ولم يُحابِ في القضاء، ولم يقبل رشوة. أما ما كان يتبقى لديه فكان يرسله إلى الإخوة الرهبان بالأديرة، ولم يكُن يملك شيئًا إلا ما يكسو به جسده، وما يكفي لحاجته. ولم ينطق بغير الحق، ولم يخشَ بأس حاكم، ورعى شعبه أحسن رعاية.
مستكملا: ولما أراد الله انتقال القديس من هذا العالم، مرِض عدة أيام، قضى بعضها بكرسيه، وبعضها بقلاية الأب البطريرك أنبا بطرس (التاسع بعد المئة)، ثم توجه إلى ديره بالبرية، ففرِح به الرهبان، وهناك انتهت حياته المباركة، وسلَّم روحه الطاهرة بيد الرب الذي أحبه في السابع عشر من طوبة (سنة 1826م). وكانت مدة حياته إحدى وتسعين سنة: منها خمس وعشرون قبل الرهبنة، وإحدى وثلاثون بالدير، وخمس وثلاثون بكرسيّ الأسقفية.