عضو الفتوى بالأزهر: الدين والوطن شيئان متلازمان
قال الدكتور عطية لاشين، عضو لجنة الفتوى بالأزهر، وأستاذ الفقه بجامعة الأزهر، إن الدين والوطن شيئان متلازمان لا يوجد أحدهما بدون الآخر، أي لادين من غير وطن ولا وطن حقيقي من غير دين وبمعنى آخر يستلزم وجود الدين وقوته وعزته ونشره بين الناس أن يكون له مكان ينطلق منه ليتمكن أبناؤه من دعوة الناس إلى دين الله عز وجل وهو دين الإسلام٠
وأضاف في رده على سؤال ورد إليه من سائل يقول: "هل حب الوطن واجب ديني؟"، أن الدين يجعل أبناء الوطن متمتعين بالحياة الحقيقية التي حظيت بمعية ومعونة السماء، فالدين يجعل الوطن في أمن وأمان وهدوء واستقرار ومنعة يجعل أبناء الوطن الواحد بغض النظر عن معتقدهم وكأنهم فرد واحد لا يظلم بعضهم بعضًا ولا يبغي بعضهم على بعض ولا يعتدي بعضهم على الآخر.
وأكد “لاشين” أن حب الوطن عبادة دعا الإسلام إليها وحث أتباعه على ذلك في قول الله عز وجل: "ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم".
وتابع: وجه الدلالة من الآية على أهمية الوطن وقدسيته ومكانته أن الله قرن الخروج من الوطن وجمع بينه وبين قتل الإنسان نفسه مما يدل على أن حب الوطن يصل في درجته إلى حب الإنسان للحياة وحرصه عليها فليس أغلى على الإنسان من نفسه ووطنه.
وأكمل أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: حب الوطن فطرة وطبع خلق الله الإنسان عليها حينما أخرج الرسول صلى الله عليه وسلم من وطنه مكة الذي بسمائه استظل و استنشق هوائه و أقلته أرضه وكان هذا الخروج أمرًا صعبًا على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعبر عنه قائلًا:"والله إنك لأحب بلاد الله إلى ولولا ان أهلك أخرجوني منك ماخرجت".