على جمعة: الإساءة للحيوان وتعذيبه تدخل الإنسان فى عذاب الله
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إن المسلم رحيم مع كون الله كله، يتعامل معه برقة ولين وانسجام، لأنه يراه قائم بنفس الوظيفة التي أمره الله بها وهي "العبادة"، فيشعر أنه يشترك مع الكون في إخوة العبودية لله وحد ، فنهى النبي ﷺ عن سب الريح، فقال: «لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به» [رواه الترمذي].
وأضاف "جمعة" عبر صفحته الرسمية قائلا: المسلم يخاطب مخلوقات الله بهذا المشترك وهو يتأسى في ذلك بنبيه ﷺ، إذ يخاطب الهلال فيقول: «اللهم أهله علينا باليمن والسلامة والإسلام ربي وربك الله» [رواه الترمذي].
وتابع: وتجلت تلك الرحمة في التعامل مع الحيوان، فنهى ﷺعن قتل العصفور، فقال: «ما من إنسان يقتل عصفورا فما فوقها بغير حق إلا سأله الله عز وجل عنها» [رواه النسائي]، وبين أن الإساءة للحيوان وتعذيبه والقسوة معه تدخل الإنسان في عذاب الله، ونار جهنم والعياذ بالله، فيقول النبي ﷺ: «دخلت امرأة النار في هرة حبستها ولا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض» [رواه البخاري ومسلم].
وأشار : بين رسول الله ﷺ في المقابل أن الله قد يتجاوز عن السيئات وإن كانت من الكبائر بسبب رحمة الإنسان بحيوان لا حول له ولا قوة، فقال: «دخلت امرأة بغي من بني إسرائيل الجنة في كلب وجدته عطشان فسقته، قالوا : ألنا في البهائم أجر يا رسول الله؟ قال: ألا في كل ذات كبد رطب صدقة» [رواه البخاري ومسلم].
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: «كنا مع رسول الله ﷺ في سفر فانطلق لحاجته ، فرأينا حمرة - طائر صغير كالعصفور- معها فرخان فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تفرش- تفرش جناحها وترفرف في الأرض وتحوم حولهم- فجاء النبي ﷺ فقال : من فجع هذه بولدها ردوا ولدها إليها» [رواه أبو داود].