عن «سنة التدافع».. علي جمعة: تشمل كل أنواع التعاون في الحياة

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، أن سنة التدافع هي سنة مأخوذة من قوله تعالى : ﴿ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ ﴾ [البقرة : 251]،وهذا التعبير القرآني يبين حقيقة علو القرآن على التفاسير التي خطها البشر، فهو لم يحصر هذا في القتال أو النزاع والخصام ـ كما ورد في التفاسير.

وتابع "جمعة" عبر صفحته الرسمية قائلًا: عُبر بالتدافع ليشمل كل أنواع التعاون والاختلاف بل والصراع والصدام للوصول بكل وسيلة إلى الاستقرار وتحقيق مراد الله من خلقه: عبادة، وعمارة وتزكية.

فالتدافع سنة إلهية تبين أن الإنسان خلقه الله سبحانه وتعالى اجتماعيًا يحتاج إلى الآخرين، وهم يحتاجون إليه، فلم يخلقه منعزلًا قادرًا على البقاء وحده حتى يحقق مراد الله من خلقه، بل إنه لابد أن يعمل في فريق ليصل إلى هدفه، وعمله في الفريق وحراكه الاجتماعي ونشاطه الذاتي يحتاج إلى إدراك سنة التدافع.

وأوضح "جمعة" :وإدراك سنة التدافع  يتولد منها قوانين كثيرة لضبط هذا النشاط والحراك، وعليه فإن عمليةً فكريةً لابد أن تسبق النشاط، وهو ما قد يكون الإنسان العصري قد افتقده حيث سبق النشاط الفكر، وكان ينبغي أن يسبق الفكر النشاط ويسبق حديث القلب أيضا الفكر ولهذا موضع آخر يشرح الفرق بين الآمرين.