ماذا قال الحبيب الجفري عن تهنئة الإخوة المسيحيين بذكرى الميلاد؟
نشر الداعية الشيخ الحبيب علي الجفري، خاطرة عن الضجة المفتعلة حول تهنئة المسيحيين بذكرى ميلاد المسيح عليه السلام، قائلا إنه في كل عام تتكرر المعارك الشبكية السخيفة حول تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد، والسخف هنا ليس في وجود الخلاف الفقهي حول المسألة ولكنه في استدعائه إلى معترك المرحلة والمنطقة التي تعاني مرارة البغضاء والكراهية والصدام والقتل والدمار لتوظيفه في هذا الإطار التعيس.
وقال الجفري، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، إنه سبقت له بكتابه مرتين حول الموضوع بعنوان: ”في يوم الميلاد المجيد: {والسَّلام عليَّ يومَ وُلدت}” وعنوان ”إنّ منكم منفرين“.
وأكد الداعية أنه قد أُثبِت بطلان دعوى الإجماع على تحريم التهنئة وأن الإمام أحمد بن حنبل رُوي عنه القول بالجواز كما ذكر ذلك المرداوي في “الإنصاف”، وسبق بيان أن فتوى التحريم لم تصدر عن دليل من كتاب وسنة بل عن علة مفادها أنّ التهنئة من لوازمها الإقرار على العقيدة، وهذا كان صحيحًا في ثقافة تلك العصور، غير أنه قد تغير كليًّا في عصرنا حيث يهنئ المسلمون المسيحيين بأعيادهم ويهنئ المسيحيون المسلمين بأعيادهم وكل طرف يعلم يقينًا بأن الطرف الآخر لا يتفق معه في اعتقاده، و”الحكم يدور مع العلة وجودًا وعدمًا” كما يقول الفقهاء. وسبق ذكر أن الأمر فيه سعة فمن أراد أن يُهنئ أو أن يمتنع فهذا اختياره على أن لا يؤجج الفتنة بالنكير على من يخالفه.
وأشار الجفري إلى أن الجديد في هذا العام هو انتشار التعليقات التي تُبرِّر منع التهنئة بأن السيد المسيح لم يُولد في تاريخ الخامس والعشرين من ديسمبر كما يعتقد الكاثوليك والبروتستانت ولا في السابع من يناير كما يعتقد الأرثوذكس، فكلاهما في الشتاء والله عز وجل قال: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} والرُطب لا يكون في الشتاء بل هو من ثمار الصيف!
وتابع الجفري: "نسي إخوتنا هؤلاء أن الإشكال بهذه الطريقة لا يقف عند ثمرة النخلة في الشتاء بل هو أيضًا وارد في كون المرأة لا تستطيع هز جذع النخلة، بل في أصل القصة وهو أن المرأة لا تحمل ولا تلد بدون علاقة مع رجل!
واختتم: "فكل هذا إخوتي من المعجزات الخارقة للعادة، ومن صدّق أن امرأة تلد بغير رجل فمن السخيف أن ينفي إمكانية أن تثمر النخلة في الشتاء، ولكن الأمر الأهم هو أن التهنئة ليست متعلقة بصحة التاريخ فالمسيحيون أنفسهم قد اختلفوا حوله، وليست متعلقة بالعقيدة فكلنا يعلم أن الخلاف العقدي بيننا جذري، ولكن التهنئة تتعلق بمعنى البر وحسن الصلة وجميل المعشر ونشر السلام وارتقاء آدميتنا عن حضيض الأحقاد، وتطهير أجواء منطقتنا من رياح الكراهية السامة".