محمد الفخرانى يتعاقد مع «العين» لنشر روايته «لا تمت قبل أن تحب»
تعاقد الكاتب القاص والروائي محمد الفخراني، مع دار العين للنشر والتوزيع، ممثلة في مديرتها الناشرة دكتورة فاطمة البودي، علي نشر أحدث إبداعاته الروائية، "لا تمت قبل أن تحب"، والمقرر أن تصدر في النصف الأول من العام المقبل 2022، بعد معرض القاهرة الدولي للكتاب.
وكشف محمد الفخراني لــ"الدستور"، عن أن الرواية تدور فى إطار بخط من قلم رصاص، يبدو وكأنه قصة حب، نقرأ شخصيات لها مساراتها الخاصة، عن أطفال متوحدين، صُمّ وبُكْم يتكلمون أجمل لغة رومانسية فى العالم، لغة الإشارة، منتحرين صغار، عازفة ساكسفون لها أزرق يخصها، ومُصوِّر فوتوغرافى شاب يتجوَّل فى العالم، وفتاة تنتظر أن تصل إلى اليوم الأول من أربعين عمرها كى تنجو من مرض وراثى. وكيف يكون عالمنا قريبًا إلى هذا الحَدّ، لكن.. مثل طائرة ورقية نمسك فقط بطرف خيطها.
صدر للكاتب القاص والروائي محمد الفخراني خمس مجموعات قصصية: بنت ليل عام 2002. قبل أن يعرف البحر اسمه عام 2010، قصص تلعب مع العالم عام 2011، طُرُق سرية للجموح عام 2013. عشرون ابنة للخيال عام 2017.
وفي الرواية صدرت له روايات: فاصل للدهشة 2007، ألف جناح للعالم 2016، مزاج حُر 2018، أراك في الجنة 2020.
ــ أنا مُغرَمَة بلغة الإشارة أعتبرها أكثر لغة رومانسية فى العالم.
ومن أجواء رواية "لا تمت قبل أن تحب" للكاتب محمد الفخراني نقرأ: "أَحكى لكم أجمل منظر رومانسى شُفْتُه؟ كنت طالعة من مدرستى الثانوى فى نهاية يوم دراسى، وشُفْت ولدًا وبنتًا من الصُمّ والبكم واقفين فى جانب من الشارع يتكلَّمان بلُغة الإشارة، انخطفَ قلبى ووقفْتُ أَتفرَّج، كأنهما فى عالم خاص بهما، مُنسجمَيْن، يُحرِّكان أيديهما برشاقة وخِفَّة، أحسستُ أنى فى قلب مشهد رومانسى، وتَمَنَّيْتُ لو أكون بَكماء صَمَّاء لبعض الوقت لأتكلَّم بهذه الطريقة، وقرَّرْت أتعلَّمها فى أقرب فرصة، وحتى بعدما تَعَلَّمْتُها ما زلت مُغْرَمَة بالفُرْجَة على هذا المنظر، كلما أرى بنتًا وولدًا من الصُمّ والبُكم أقف فى زاوية وأتفرَّج، من غير بَحْلَقَة كى لا أكون وقِحَة، ولا أُضايقهما، رغم أنى لاحظْتُ أنهما لا يهتمان بعيون الغير، أقصد لا يتجاهلانهم بازدراء ولا يتضايقان منهم، لا مشكلة عندهما لو تابَعَهما أحد.
أولاد وبنات يتكلمون معًا بإشاراتهم الرشيقة غاية فى اللطافة، منظر مُنْتَهَى الخِفَّة والرومانسية. ومثلما لكل شخص يتكلَّم بالطريقة العادية صوته الخاص، وطريقته وإيقاعه، رغم أنه يستعمل نفس الكلمات التى يستعملها غيره، فإن كل يدان تتكلَّمان لغة الإشارة لهما صوت وإيقاع خاص يختلف عن الأيدى الأخرى، رغم أن كل الأيدى تستعمل نفس الكلمات، يمكنكم بسهولة أن تحسُّوا كل صوت وتسمعوه بوضوح رغم أنه بلا صوت وغير مسموع.
أنا أُمَيِّز بسهولة، ومن أول لحظة، بين شخص أصَم أبْكم يتكلم لغة الإشارة، وشخص عادى يستعملها، هناك شىء مختلف فى الأداء، حاجة سَهل ألاحظها وأحِسّها، الأبكم يُحرِّك يديه بانسيابية ورشاقة، منظر تستمتعون به، كأن حركة يديه كلمات مرئية، حتى لو أنَّ الآخرين لا يفهمونها، لكنهم يحسُّونها، تحسُّون أن حركاته نابعة من داخله، ليست مُجرَّد أداء خارجيًّا، يداه تتكلَّمان قُدَّامكم، أما لو شخصٌ عادى يستعمل لغة الإشارة، تَحسُّون أن حركة يديه منفصلة عنه بشكلٍ ما، لا تنبع من داخله، بها تَعَثُّر خَفى، هو يؤدى شيئًا غير أصيل فيه، مُجرَّد كلمات، يستعمل لغة الإشارة ليس أنه يتكلَّمها، تلاحظون وجهه الخالى تقريبًا من التعبيرات، أو ليست بالعمق الكافى، وهذا ليس ذنبه كما تعرفون، أما الأبكم، الأصم، الصاحب الأصلى للغة الإشارة، تلاحظون تعبيرات فى وجهه وعينيه، يبتسم ويضحك ويبكى ويحزن ويفرح، منظر أصلى بالكامل، وحقيقى.
أنا مُغرَمَة بلغة الإشارة، أعتبرها أكثر لغة رومانسية فى العالم. بالنسبة لى، ما زال أكثر منظر رومانسى فى العالم: بنت وولد من الصُمّ والبُكْم يتكلَّمان معًا لغة الإشارة، وما زلت أتمنى لو أكون بَكْماء صَمَّاء لبعض الوقت كى أتكلَّم هذه اللغة مثل أصحابها الأصليين.