نجيب محفوظ عن سعاد حسني: أعظم ممثلة عرفتها السينما المصرية
كتب أديب نوبل نجيب محفوظ شهادة في سعاد حسني ونشرت بمجلة الكواكب وجاءت تحت عنوان "أعظم ممثلة عرفتها السينما المصرية".
يقول نجيب محفوظ في شهادته: "إنها أعظم الممثلات اللّواتي شهدتهنّ السينما المصرية فهي ذات طاقة تمثيلية كبيرة تجيد وتتألق في مختلف نوعيات الأدوار على عكس الكثير من الزميلات اللواتي لا يجدن غير لون واحد فهي فنانة شاملة تجمع بين التمثيل والغناء والرقص وتتيح لها مواهبها المتعددة أن تجمع أدوار التراجيديا والكوميديا والميلودراما كما تمثل أدوار مختلف الطبقات الشعبية والأرستقراطية.
يضيف: "قابلت سعاد في بداية مشوارها الفني في ظروف إنتاجية تتعلق بقيامها ببطولة أحد الأفلام المأخوذة عن رواية لي، وكانت فتاة مهذبة ودمَثة الخلق وخفيفة الظل، كما كانت فنانة مرهفة الحس، ولقد تعجبت في البداية حين رشحت للقيام لأول مرة ببطولة فيلم لي وأعتقد أنه كان "الطريق" في أواسط الستينيات، فقد اعتدت أنا أراها في أدوار خفيفة تميل إلى الكوميديا، لكني وجدت فيها بعد ذلك أبعادا تراجيدية عميقة، وأنا أعتقد أنها كانت من أكثر ممثلاتنا تنوعًا في الأداء في وقت كان الكثير من الممثلات الأخريات يملن إلى النمطية، ولقد بهرت بأدائها في الكثير من الأفلام المأخوذة عن رواياتي أو التي كتبت لها السيناريو بنفسي، فكان أدائها رائعا في "القاهرة 30"، لصلاح أبو سيف، وفي "الاختيار" ليوسف شاهين، كما دخلت قلبي بخفتها في "أميرة حبي أنا" لحسن الإمام، ولقد تطورت سعاد بسرعة من أدوار الفتاة الظريفة الخفيفة إلى أدوار المرأة الناضجة بحيث صارت قادرة على أداء أي دور سينمائي مهما تكن أبعاده فقد كانت لديها مواصفات جميع الأدوار من الفرح إلى الحزن ومن الأمل إلى الإحباط.
يواصل نجيب محفوظ: "أمّا الشّيء الثاني الذي ميز سعاد حسني فقد كان مصريتها الصميمة، ففي أدائها شخصية الفتاة الخفيفة كانت خفتها في الخفة التي اشتهر بها المصريون، كما كانت حاستها الكوميدية ذات طابع مصري أصيل في الوقت الذي كنت تجد فيه بعض الممثلين الآخرين يقدمون كوميديا أقرب إلى ما نراه في الأفلام الأجنبية، لذلك فقد كنت أسعد كلما قدمت سعاد حسني إحدى رواياتي؛ لأن شخصياتي تتسم بالطابع المصري الصميم نفسه الذي اشتهرت به فنانتنا العظيمة.