السماح لعلماء بدراسة مومياوات الأطفال فى سراديب الموتى فى باليرمو
قرر علماء جامعة ستافور دشاير البريطانية إجراء أول دراسة شاملة لمومياوات الأطفال الموجودة في سراديب الموتى الشهيرة للرهبان الكبوشيين في صقلية.
و حسبما أفاد موقع “ديلي ميل ” حصلت الدكتورة كيريستي سكوايرز عالمة الآثار والأستاذ المساعد في علم الآثار البيولوجية، وفريقها العلمي، على إذن خاص، لدراسة مومياوات الأطفال الموجودة في سراديب الموتى بدير الرهبان الكبوشيين في باليرمو. توجد في هذه السراديب أكثر من 1284 مومياء لأشخاص ماتوا خلال الفترة من نهاية القرن السادس عشر ولغاية أوائل القرن العشرين. ومنذ عام 1787 بدأت هذه السراديب تستقبل جثث الأطفال أيضا.
والمثير في الأمر، أن مومياوات الأشخاص البالغين درست سابقا بصورة مفصلة وشاملة، في حين مومياوات الأطفال لم تدرس نهائيا.
وتقول الدكتورة سكوايرز، "تشكل سراديب الموتى الكبوشية واحدة من أهم مجموعات المومياوات في العالم، ومع ذلك، هناك أدلة وثائقية محدودة عن الأطفال المحنطين، كما أن سجلات الموت لهذه الفترة تحتوي على معلومات محدودة أيضًا، لذلك سوف يملأ بحثنا هذه الفجوة المعرفية".
وتضيف "وبما أن الطقوس الجنائزية كانت مخصصة للبالغين، لذلك نريد أن نعرف لماذا تم تحنيط الأطفال، ولدينا سبب وجيه للإعتقاد، بأنهم كانوا ينتمون إلى الطبقات العليا في المجتمع، ولكننا لا نعرف شيئا عن صحة هؤلاء الأطفال والمراهقين وتطورهم وشخصيتهم، لذلك نريد تحديد من هم الأطفال الذين سمح بتحنيطهم".
وقد خصص مجلس بحوث الفنون والعلوم الإنسانية بالمملكة المتحدة أكثر من 70 ألف جنيه استرليني لهذا المشروع الذي سينطلق في شهر ديسمبر 2021 لمدة عامين، ستعمل الدكتورة سكوايرز خلالها جنبًا إلى جنب مع الدكتور داريو بيومينو ماسكالي المشرف العلمي على سراديب الموتى، وخبراء في مجال التصوير الشعاعي، ويجب على الباحثين خلال عملهم الحفاظ على حالة بقايا 41 طفلًا محنطًا، ماتوا في القرن التاسع عشر، لذلك سوف يستخدم جهاز أشعة يسمح بالحصول على صورة رقمية كاملة للطفل المحنط، التي على ضوء مجموع الصور الشعاعية (574 صورة)، سيقدر الباحثون عمر وجنس الطفل وامراضه والإصابات التي تعرض لها خلال حياته.
وبعد كل هذه العمليات ستقارن النتائج بالخصائص البيولوجية لبقايا أطفال غير محنطين دفنوا في مقابر أخرى في باليرمو.
ويأمل الباحثون البريطانيون تطوير منهجية موحدة في سياق عملهم تسمح للباحثين الآخرين بتطبيق هذه الطريقة في دراسة مومياوات الأطفال حول العالم.
ونظرًا لمنع استخدام اجهزة التصوير في سراديب الموتى، طلب فريق البحث من الرسام إدواردو هيرنانديز مرافقتهم في هذا العمل، لرسم مومياوات الأطفال والمراهقين، لتنشر في المقالات العلمية والمحاضرات والكتب التعليمية.