تجارب حية.. «الدستور» ترصد مجهودات جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة
لا ينكر أحد الرحلة الطويلة التي بذلتها الحكومة خلال السنوات القليلة الماضية؛ من أجل توفير مشروعات صغيرة ومتوسطة للشباب، ومساعدتهم على البدء في إنشاء مشروعهم الخاص، عبر عدد من وسائل المساعدة.
وكان أبرز تلك الوسائل، هي القروض التي أضحت تمنحها الحكومة للشباب من خلال جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، من أجل بدء مشروعاتهم الخاصة وتطويرها، وذلك بعد دراسة جيدة لتلك المشروعات.
واتساقًا مع ذلك، أشاد النائب محمد المنزلاوي، وكيل لجنة الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر بمجلس الشيوخ، بالاهتمام الكبير من الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وأشاد أيضًا بالقضايا التي ركز عليها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال رئاسته لاجتماع مجلس إدارة جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، مؤكدًا اهتمام الحكومة بقطاع المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر.
وأوضح أن لهذا القطاع دور مهم في دفع وتنمية عجلة الإنتاج فى مختلف القطاعات، وتوفير فرص العمل، مشيدًا بجهود الحكومة لدعم وتطوير هذا القطاع، وذلك من خلال توفير التمويل اللازم لإقامة مشروعات جديدة أوالتوسع فى المشروعات القائمة.
وقال: "هناك عددًا من الدول المتقدمة اقتصاديًا وصناعيًا حققت نموًا كبيرًا في اقتصادياتها بعد اهتمامها بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر؛ لأن هذه المشروعات هي القادرة على توفير الآلاف من فرص العمالة الحقيقية وصناعة السلع الوسيطة بدلًا من استيرادها".
وبالفعل، فهناك العديد من الشباب الذين استفادوا من جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسط، وقاموا باقتراض الأموال منه لإنشاء المشروعات الخاصة بهم، "الدستور" في التقرير التالي تستعرض عدد من حكاياتهم.
فودة سعد، واحد من مستفيدي جهاز تنمية المشروعات الصغيرة، خلال عام 2014 حيث أصبح صاحب شركة للتمور وعسل النحل، واستطاع أن يوسع عمله وأن يصدر منتجاته للخارج، ويشارك في المعارض الدولية والمحلية.
يحكي بداية مشروعه: "جهاز تنمية المشروعات ساعدنا، كنا نأخد البلح من المزارعين نجففه، ونعمل منه بلح سادة أو محشي مكسرات، ونبيعه للتجّار في الداخل أو نصدره للخارج، وبعد شوية بدأنا نعمل العسل من النحل، ونبيعه لأكبر التجّار في المناحل اللي عندنا".
وليس "سعد"، وحده ولكن دعم الجهاز - وفقًا له - عدد من أصدقاؤه الذين قاموا بتنفيذ مشارع للعسل والتمور وشاركوا من خلالها في عدد من المعارض الدولية منها معرض الغذاء الإفريقي، إلا أن تداعيات فيروس كورونا أثرت على حضورهم في تلك المعارض.
وتدل الأرقام الرسمية المتوفرة على موقع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة، على المجهود الذي قام به الجهاز خلال الفترة الأخيرة، حيث شارك في 200 معرض داخلي وخارجي ضمت 5 آلاف مشروع وحققت لهم مبيعات وتعاقدات وصلت إلى ما يقرب 72 مليون جنيه.
ومن أهم إنجازاته، تسجيل جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، 2000 مشروع من جميع المحافظات بالجهات الحكومية، كما عقد جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، نحو 237 ندوة لما يزيد عن 12 ألف شاب وفتاة، ونفذ نحو 306 دورة تدريبية حضرها حوالي 9 آلاف متدرب ومتدربة.
لم تختلف بداية شعبان محمود، الذي يمتلك الآن مصنع لإنتاج الزيوت العطرية، حيث بدأ بقرض من جهاز تنمية المشروعات الصغيرة لتأسيس ورشة في محافظته بني سويف، والتي أصبحت الآن مصنع بعد عمل وجهد.
يقول: "كان عندنا أرض في العيلة، بنزرعها نباتات عطرية مثل الريحان والبردقوش والشبت، فقررنا بناء مصنع لتقطير الزيوت العطرية وتصديرها، بدلًا من بيع النباتات فقط زي ما والدي كان بيعمل".
لم يقف الأمر عند ذلك الحد، بل أصبح مصنعه يصدر الزيوت إلى السوق الأوروبي، واستطاع توفير منتج بجودة ومواصفات دولية حفظ مكانته سنوات طويلة، يضيف: "أصحاب المنشآت الصغيرة والمشاريع المتوسطة لا يستفيدون من التسهيلات الخاصة بالدولة بسبب عدم وجود بيانات لهم، موضحًا أن الأمر سيكون بمثابة رقابة إلى جانب الاستفادة من التسهيلات".