ما هى طرق التصنيف في السيرة النبوية؟ علي جمعة يجيب
قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، شيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إنه بعد دعوتي السابقة للقراء بقراءة ومطالعة سيرة النبي (ص) بصورة متكررة ومستمرة لما فيها من فوائد جمة لا تحصى ومنافع شتى لا تنتهي حيث قد سألني عدد منهم عن أهم المصنفات التي ألفت في السيرة وأشهرها.
وأضاف جمعة، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، سلك المصنفون والكتاب في السيرة النبوية ثلاث طرق في التصنيف.
الطريقة الأولى: التصانيف المستقلة بوقائع السيرة والتي يمكن حصرها في مرحلتين:
المرحلة الأولى: النشأة، ومن أشهر مصنّفاتها: مصنف وهب بن منبه، ومصنف محمد بن شهاب الزهري, ومصنف موسي بن عقبة بن أبي عياش القرشي والذي تعد مغازيه من أصح المغازي كما وصفها تلميذه مالك بن أنس, وقال الشافعي فيها: ليس في المغازي أصح من كتابه (يقصد موسى) مع صغره وخلوه من أكثر ما يذكر في كتب غيره, وقال الإمام أحمد: عليكم بمغازي موسى بن عقبة فإنه ثقة, ولا ندري شيئا عن تصانيف هذه المرحلة, ويعتقد الباحثون أنها تصانيف مختصرة, ولم يبق منها إلا بقايا قليلة, روى بعضها الطبري في تاريخه, ويقال إن بعضها الآخر -وهو جزء مما كتبه وهب بن منبه- محفوظ في مدينة هايدلبرج بألمانيا, ولم يصل إلينا من هذه التصانيف إلا جزء للزهري.
أما المرحلة الثانية: فهي مرحلة التصانيف الجامعة ومن أشهر مصنّفاتها: كتاب السير والمغازي, ويسمى أيضا: المبدأ والمبعث والمغازي لابن إسحاق, وقد طبع في معهد الدراسات والأبحاث للتعريب بتحقيق محمد حميد الله -رحمه الله تعالى- وهناك أيضا ما ألفه أبو محمد عبد الملك بن هشام تحت اسم السيرة النبوية مما رواه البكائي عن ابن إسحاق ومما رواه عن شيوخه مما لم يذكره ابن إسحاق, كما أغفل ما رواه ابن إسحاق ما لم يتفق مع ذوقه العلمي وملكته النقدية، فجاء كتابا من أوفى مصادر السيرة النبوية, وأصحها, وأدقها, ولقي من القبول ما جعل الناس ينسبون كتابه إليه, فيقولون: سيرة ابن هشام, وقد طبع مرات كثيرة من أهمها طبعة مصطفى البابي بتحقيق مصطفى السقا وإبراهيم الإبياري وعبد الحفيظ شلبي، رحمهم الله، في 4 أجزاء, ومن أشهر الكتب المطبوعة حديثا والتي تأثرت بسيرة ابن إسحاق وسيرة ابن هشام ونقلوا عنها: كتاب جوامع السيرة لعلي بن أحمد ابن حزم طبع بدار المعارف بالقاهرة عام 1956 وكتاب الدرر في اختصار المغازي والسير لـ يوسف بن عبد البر النمري وطبع أيضا في دار المعارف 1403 هـ.