كيف أرسى الرسول قيم السلم والتعايش؟ باحثة مغربية ترد
شاركت الباحثة المغربية الدكتورة مسيرة لطفى، المتخصصة فى علوم القرآن بموضوع "إرساء النبى لقيم السلم والتعايش من خلال وثيقة المدينة" وذلك بفعاليات الملتقى العالمى للتصوف بدورته الـ16 بالمغرب.
وقالت مسيرة إن النبى (صلى الله عليه وسلم) أرسى دستور المدينة ونظم العلاقات بين الأفراد وكذلك أرسى قواعد المواطنة، وثبت مكونات العدل بين اركان المجتمع ونظم العلاقات لكى يسود التسامح وتسود المحبة، ويدخل الناس فى السلم كافة، وتعد وثيقة المدينة من أبرز الأثار التاريخية التى نقلتها كتب التاريخ، وحظيت مختلف الأقليات والطوائف الدينية بالكثير من الأمتيازات فى دولة النبى بخلاف ما كان يحدث فى مجتمعاتها وبين أفراد القبيلة التى يتبعون لها، فتمتعت الأقليات فى دولة النبى بالمزيد من الحريات.
وتابعت الباحثة فى علوم القرآن أن وثيقة المدينة اشتملت على أسس التعامل الحضارى التى لم تكن تعرفها البشرية إنذاك، وقد أرسى النبى (ص) الكثير من القواعد فى صحيفة المدينة التى لم تكن تعرفها البشرية قبل ذلك، والتى شملت السلم والسلام والأمن والأمان وعدم اعتداء أحد على الآخر، والتعامل بكل أدب واحترام.
وينظم الملتقى العالمى للتصوف هذا العام فى دورته السادسة عشرة تحت عنوان “التصوف والقيم الإنسانية من المحلية إلى الكونية” وتنظم جلسات وفعاليات الملتقى هذا العام عن بعد باستخدام التكنولوجيا الحديثة عبر فيسبوك وزووم.
وكشفت اللجنة الإعلامية بالملتقى العالمي للتصوف والطريقة القادرية البودشيشية عن مشاركة مئات العلماء والشيوخ من أهل التصوف من المغرب ومختلف قارات العالم فى فعاليات الملتقى هذا العام، والذي سينظم لثاني مرة عن بعد بسبب جائحة فيروس كورونا، التى تسببت فى توقف الطيران والتنقل بين الدول وبعضها، حيث تم تنظيمه العام الماضي بنفس الإمكانية، وشهدت فعالياته نجاحا ملحوظاً.
وأوضحت اللجنة أنه تم توجيه الدعوة لجميع العلماء والباحثين الذين يشاركون كل عام فى فعاليات هذا الملتقى الصوفى الكبير، حيث ستكون فعاليات هذا العام ذات طابع خاص جدًا.
أضافت أن "هذا الأمر يبرهن على ما قلناه في السابق من أن "الصوفي بن عصره"، فأهل التصوف دائما وأبدًا يكونون حاضرين في الموعد والوقت المحدد ليؤكدوا أنهم متواجدين وبقوة، وهذا يؤكد دور الصوفية فى مواجهة الأزمات والتحديات.
وأكدت مؤسسة الملتقى التي يترأسها د. منير القادري بودشيش، مدير الملتقى العالمي للتصوف ورئيس مؤسسة الملتقى بفرنسا والمغرب، في بيان الخميس"أن فعاليات الملتقى العالمي للتصوف في دورته الـ١٦ هذه المرة، تقام في ظروف استثنائية بالغة الصعوبة، نظرًا لانتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، ولذلك فإنه سيتم عقد فعاليات جلسات هذا الملتقى عن بعد باستخدام التكنولوجيا الحديثة وتقنية البث المباشر "أون لاين".
وتابعت "أن مؤسسة الملتقى والطريقة القادرية البودشيشية بشراكة مع المركز الأورومتوسطي، أعلنوا تنظيم "الدورة السادسة عشر" للملتقى العالمي للتصوف بالمغرب في الفترة من ١٨ -٢٢ أكتوبر عبر تقنية البث المباشر وعمل مداخلات ومشاركات للعلماء والباحثين عن بعد "آون لآين" وهذا يؤكد أن الصوفية لم يكونوا في يومًا من الأيام أهل تكاسل أو خمول.
وأوضحت أن الطريقة القادرية البودشيشية ومريديها يحملون على عاتقهم الأزمات والمشكلات التى يتعرض لها العالم بصفة عامة وأهل التصوف بصفة خاصة، فجائحة فيروس كورونا جعلت الجميع فى حالة خمول وقلق وخوف، إلا أن مؤسسة الملتقى والطريقة القادرية البودشيشية أبوا أن يمر هذا العام دون أن تقام فعاليات هذا الملتقى المحورى والهام، والذي ينتظره أهل التصوف من مشارق الأرض ومغاربها.