«صراع على جماعة ميتة».. تعرف على أعضاء تنظيم الـ 6 فى تركيا
“صراع على جماعة ميتة”.. هذا ملخص الانقسام بين جناحي جماعة الإخوان الارهابية، الجناح الأول بقيادة نائب المرشد العام للجماعة والقائم بأعماله إبراهيم منير في لندن، والثاني تنظيم "الستة" نسبة لقائده الأمين العام السابق للجماعة وعضو مجلس شورى الإخوان محمود حسين و5 من أعضاء المجلس الموجود في تركيا، والمتحكم في الملفات الاقتصادية للجماعة.
وكان منير قد أصدر قراراً بتجميد كل من محمود حسين وخمسة من أعضاء مجلس شورى الجماعة وهم مدحت الحداد ويوسف همام وممدوح مبروك ورجب البنا ومحمد عبد الوهاب، وإحالتهم للتحقيق على خلفية اتهامات فساد مالي واداري بالاستيلاء على أموال التبرعات الواردة للجماعة للإنفاق على شباب الجماعة الهاربين في تركيا.
انتخابات تركيا
وكانت الجماعة قد شهدت في سبتمبر الماضي انتخابات لمكتب تركيا أسفر عن اقالة قيادات الجماعة في تركيا وتولية عدد من القيادات الموالية للقائم بأعمال المرشد.
وقبل الانتخابات بثلاثة أشهر، وتحديداً في يونيو الماضي أصدر منير قراراً بحل المكتب الإداري لشئون الجماعة في تركيا، ومجلس شورى القطر، كما أصدر قرارا بتأجيل الانتخابات الداخلية لاختيار مجلس الشورى العام للجماعة لمدة 6 أشهر بعد أن كان مزمع اجرائها بعد أسابيع.
ووفقاً لتقارير صحفية فإن محاولات للصلح جرت بين الجبهتين المتصارعتين شارك فيها أيمن نور الهارب إلى تركيا، إلا أن هذه المحاولات فشلت بسبب رفض إبراهيم منير، بعدما هددوا رسمياً بعقد اجتماع للمجلس وإزاحته وقيادات التنظيم الدولي في لندن من الجماعة وفصلهم نهائياً. كما علم منير بإعلان حسين وجبهته نيته الاستقلال بأصول الجماعة وأموالها وأنشطتها الاستثمارية وممتلكاتها في تركيا وعدد من الدول.
ورداً على قرار منير، قام حسين بعقد اجتماع لمجلس شورى الجماعة في تركيا لاصدار قرار باقالة إبراهيم منير من منصبه.
من هم أعضاء تنظيم الستة؟
المعلومات المتوفرة عن معاوني محمود حسين ليست كثيرة، إلا أن اسمين في المجموعة بارزين جداً، الأول هو عمر الحداد وهو خريج كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية ومن مواليد 1949، زوجته هي عزة فهمي القيادية بقسم الاخوات بالجماعة، ونشاطه الأبرز كان في إدارة الجانب المالي للجماعة، كما مهد الطريق لسيطرة الجماعة على نقابة المهندسين من خلال عمله في مشروعات المقاولات، وحكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات بتهمة غسيل الأموال في قضية "سلسبيل".
أما الثاني فهو الأخطر وهو همام على يوسف، الذي تم تصعيده بصورة سريعة في أعقاب 30 يونيو ضمن 5 وجوه صعدها الحرس القديم للجماعة الإرهابية.
وهمام من محافظة سوهاج، واشتغل بالتدريس، فعمل رئيسا لمدارس الدعوة الإسلامية في محافظة سوهاج، وتولي مسئولية المكتب الإداري للجماعة في سوهاج قبيل فض اعتصام رابعة، وغادر مصر ضمن عدد من القيادات الهاربة إلي تركيا.
وفي 2015 وبطلب من إبراهيم منير نفسه لمحمود حسين المقرب من همام، تولى الأخير مسئولية اللجان الالكترونية للاخوان في الخارج بعد ضعف تأثير قنوات الإخوان الموجهة، ليصبح الرجل الثاني في الجماعة في تركيا.
الملف الاقتصادي
وضمن الملفات التى يرفض حسين ومعاونوه التخلي عنها هو الملف الاقتصادي، الذي يسيطر به على مقاليد الجماعة في تركيا، وكان تسريبات صوتية سابقة لأحد قيادات الجماعة الهاربة ويدعى أمير بسام، كشفت استيلاء قيادات مكتب تركيا على التبرعات، وشراء عقارات وممتلكات بأسمائهم وأسماء ابنائهم في تركيا.
وعقب ازاحة نظام الإخوان عن الحكم في مصر، هرب عدد من قيادات الجماعة إلى تركيا، وكان على رأسهم محمود حسين الذي انتخب لمنصبه في الجماعة كعضو مجلس شورى للجماعة عن طريق اربعة مكاتب للجماعة الإرهابية في الخارج، وعقب انتخابه قام بحل "مكتب الخارج" وسيطر على مقاليد الجماعة مستغلاً الملف الاقتصادي، حيث يمنح المقربون منه 3500 دولار شهرياً، في الوقت الذي يعاني أعضاء الجماعة من الشباب الذين لا ينتمون لعائلات إخوانية، او يعارضون سيطرة محمود حسين على الجماعة من الفقر والبطالة أو الملاحقات الامنية، مما دفع محمود الإبياري، المسؤول البارز في التنظيم الدولي، المحسوب على جبهة منير لطمأنة الشباب وتعهده بحل مشاكلهم واحتوائها.
وحسب محللين فإن قرار منير جاء نتيجة لمطالب النظام التركي الساعي للتقارب مع مصر بعد سنوات من العداء بسبب احتضان أنقرة للجماعة الإرهابية.