منشورات المتوسط تُطلق سلسلة أدبية جديدة عن «حكايات المافيا» وعالمها السري
تُطلق منشورات المتوسط للنشر، سلسلة أدبية جديدة بعنوان "حكايات المافيا"، في سياق عملها على تعريف القارئ العربي بالثقافة والتقاليد والظواهر التي أثّرت في بناء وتطور المجتمع الإيطالي.
تقوم سلسلة "حكايات المافيا"، على ترجمة أعمال روائية وسيرية تناولت ظاهرة المافيا وحاولت فهمها عن قرب، لما لها من أثر كبير في الحياة الاجتماعية، ليس في إيطاليا وحسب، بل في دول كثيرة من العالم مثل الولايات المتحدة والصين واليابان وتركيا وغيرها من الأمم التي تأسّست فيها مافيات على النمط الإيطالي، لكن بأسماء وبُنيات مختلفة.
وبحسب بيان لدار المتوسط عن سلسلة "حكايات المافيا": السلسلة التي تعِد قراءها بجرعات دسمة من الأدب الرفيع والحبكات المشوّقة سيكون إعلان ميلادها عبر إصدار ثلاث روايات للكاتب ليوناردو شاشا، يشرف الكاتب السوري - الإيطالي يوسف وقّاص على "حكايات المافيا"، نظراً لإقامته الطويلة في إيطاليا، ولاحتكاكه وتقاطع تجربته الحياتية مع عالم المافيا في إيطاليا.
وأوضح البيان: لطالما استرعى أدب المافيا دائماً اهتمام القرّاء منذ القرن التاسع عشر، بفضل مساهمات كتّاب إيطاليين كبار مثل جوفانّي فيرجا، لويجي بيرانديللو، ليوناردو شاشا وجوزيبِّهْ توماسي لامبيدوزا. وهذا النوع الأدبي لم يتطور في الجنوب فقط، كما هو الاعتقاد السائد، حيث مهد المافيا، ولكن في الوسط والشمال أيضاً. ويكفي في هذا الصدد ذكر إيتالو كالفينو، وبازوليني، ولويجي ماليربا.
ويمكن العثور على بدايات أدب المافيا في العمل المسرحي "رجال المافيا في فيكارا" (1893) لمؤلفيه جوزيبِّهْ ريتزوتّو وغاسبارِهْ موسكا، الذي اُستخدم فيه لأول مرة مصطلح "مافيا".
ــ الكتاب وحكايات المافيا
تعرضت أعمال هؤلاء الكتّاب لنقد عنيف أحياناً، على اعتبار أن هذه الكتابات، بالأخص روايات الكاتب ليوناردو شاشا، جعلت من المافيا أسطورة، بل أوصلتها إلى مصاف الظواهر التي لا تقهر، نظراً لتجذرها في مجتمعات الجنوب ووصول أذرعها الأخطبوطية، بطرق ملتوية إلى الدوائر الاقتصادية والسياسية في البلاد. فلا يمرّ أسبوع دون كشف رئيس بلدية أو عضو تجمع بلدي أو قاض أو عناصر من الشرطة، يعملون مع المافيا، أو يساعدونها في الحصول على تعهدات عامة وملفات تتعلق بأوضاعهم القضائية.
ستكون أعمال هؤلاء الكتاب ضمن إصدارات سلسلة حكايات المافيا، لكن سيتخللها إصدارات أكثر حداثة لأهم الشخصيات التي حاربت المافيا في إيطاليا وفي العالم، مثل القاضي المحقّق جوفاني فالكوني الذي اغتالته المافيا الصقلّية مع زوجته فرانشيسكا مورفيللو وثلاثة من عناصر المرافقة في الثالث والعشرين من مايو عام 1992. بالإضافة إلى القاضي المحقق باولو بورسيللينو، زميل وصديق فالكوني، الذي جرى اغتياله في التاسع عشر من يوليو عام 1992 (أي بعد شهرين فقط من اغتيال جوفانّي فالكوني)، والجنرال كارلو ألبرتو دالّا كييزا، الذي اغتالته المافيا أيضاً في الثالث من سبتمبر عام 1982.
لعبت هذه الأعمال الأدبية، إلى جانب المسرح والسينما والمسلسلات التلفزيونية الجادّة، دوراً كبيراً في تراجع هذه الظاهرة، وما التهديادات التي تلقاها الكثير من الصحفيين والكتّاب، مثل روبرتو سافيانو الذي يعيش في مكان مجهول وتحت الحراسة المشددة، ليست سوى دليل على أن المافيا تخشى الكلمة أكثر من القانون وقوة السلاح.
ــ حكاية قسم المافيا وتنظيمها الداخلي
تقوم المافيا على شكل تنظيمي صارم. فهي منظمات بكل معنى الكلمة. لها هرميتها وطقوسها وأعرافها. ولها قسم أيضاً، ولأداء قسم المافيا، يُصطحب الشخص الذي يريد الانتساب إلى "المنظمة" إلى غرفة بحضور جميع أفراد العائلة التي تسيطر على تلك البلدة أو القرية. اللحظة الحاسمة التي يستمد منها الحفل اسمه، هي وخز إصبع السبابة "للمبتدئ" بشوكة من شجرة النارنج أو، حسب تقاليد العائلة المافوية، بدبوس من الذهب. ثم يُستخدم الدم المراق لتلطيخ صورة مقدّسة، تُحرق فيما بعد، ليحملها المنتسب الجديد بين يديه أثناء ترديده القسم: "أقسم أن أكون مخلصاً ﻠ"كوزا نوسترا" (أي المافيا)، وليحترق جسدي مثل هذه الصورة المقدّسة إن لم أحافظ على قسمي".