نصر فريد واصل يجيب: زوجي يمنعني من زيارة أهلي.. ما حكم الشرع؟
ورد سؤالا من سيدة عبر جروبات الفتوى المتخصصة للسيدات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" من سائلة تقول: أطعت زوجى طاعة عمياء وفقا لحديث النبي عليه السلام" لو أمرت أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" وعشت معه على هذا فترة من الزمن ولكنه خلالها منعني من زيارة أهلي ومنعهم منى، وأرغب في زيارتهم لأني اشتقت إليهم حيث أن أبي وأمى كبار في السن، فما حكم الشرع ؟
وعند الرجوع إلى دار الإفتاء، وجدنا ردًا على هذه الفتوى، عبر موقع الإفتاء الإلكتروني الرسمي، فقد أجاب على هذه الفتوى الدكتور نصر فريد واصل مفتى الديار المصرية الأسبق، خلال توليه منصب الإفتاء.
فقال واصل: "صرح العلماء بأنه ليس من حق الزوج أن يمنع زوجته من زيارة أبويها، بل ينبغي له أن يأذن لها في زيارتهما في الحين بعد الحين على قدر متعارف إذا كان الأبوان لا يقدران على إتيانها، ولا يمنعهما من الدخول عليها، وبشرط ألا يؤدي ذلك إلى كثرة خروجها؛ حتى لا يتسبب ذلك في فتح باب الفتنة، وإن الإسلام قد أمر بصلة الرحم ونهى عن قطعها.
مستدلا بقوله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾، وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ» رواه البخاري ومسلم.
وأضاف مفتى الديار المصرية الأسبق، أنه من خلال هذه النصوص يتضح أن بر الوالدين وزيارتهما فريضة لازمة وواجب محتم وعقوقهما حرام وذنب عظيم، فيجب على هذا الزوج المسلم المؤمن بالله ورسوله أن يمتثل لأوامر الله في كل ما أمر به، وينهى عما نهى الله عنه ورسوله، فيجب على هذا الزوج أن لا يمنع زوجته من زيارة أبويها.