«احضنوا ولادكم».. كيف تفاعل المصريون مع حادث فتاة المول؟
حالة من الحزن تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي منذ تداول مقطع فيديو يُظهر فتاة عشرينية تُلقي بنفسها من الطابق السادس داخل أحد المتاجر الشهيرة في القاهرة.. هوية الفتاة بدأت تظهر فيما بعد، وتبين أنها صيدلانية أقبلت على التخلص من حياتها عن طريق الانتحار.
لا أحد يعرف الدوافع التي قادتها إلى الانتحار، سواها، فالفتاة لم تترك خلفها ما يقود إلى معرفة ما الذي جعلها تُقبل على التخلص من حياتها بهذه الطريقة المؤلمة.. كانت الأمور تسير طبيعية قبل أن تجلس في هذا المتجر باكية بشدة، ثم أسرعت لتتسلق حاجزًا إلى جوارها، ثم تُلقي نفسها بدون تردد.. لكنهم توقعوا أن أمرًا جللًا قد واجهته قبل هذه اللحظات ـ لكنه أيضًا ليس مُبررًا لما جرى.
إيمان سلامة، كتبت مُعلقة على الخبر عبر «فيسبوك»، لتقول: من الواضح أنها (الفتاة المنتحرة) لم تتحمل الضغوطات التي عانت منها، ولم يكن هناك أحد قريب منها، ولم تجد من يهتم بها لدرجة أنها كرهت حياتها، ولم يشعر أحد بأنها سوف تنتحر، حتى صديقتها التي تقول إنها كانت معها، قالت إنها أخبرتها أنها عازمة على الانتحار، أفليس من الجدير بها أن تظل معها؟
مقطع الفيديو المصوّر أوجع الكثيرون الذين طالبوا الآباء والأمهات بأن يكونوا قريبين من أولادهم.. يحتضنوهم ويقتربون منهم، ويسمعون لهم، ويكونون أصدقاء يتشاركون معهم ما يمرون به، حتى لا يفقدوهم ذات يوم.. «مروة مختار» شاهدت الفيديو هي الأخرى، فعلّقت قائلة: «فيديو صعب، ربنا يصبر أهلها».. والحال نفسه لا يختلف مع جيهان سليمان التي كتبت «كان وجع قلب حقيقي».
أحزان وآلام وبكاء دموع تركته الفتاة في جنازتها.. أهل وأقارب وأصدقاء كانوا يودعونها، تركتهم وغادرت الدنيا، دون أن تترك رسالة تُخبرهم فيها بالذي جعلها تؤلمهم برحيلها، لكنها تركت رسالة غير منطوقة للآباء بأن يكونوا قريبين من أبناؤهم، والأصدقاء بألا يتخلوا عن رفقاء دربهم ـ هكذا كتب المغردون تعليقًا على ما جرى.