كيف تحتفل الكنائس بـ«عيد الصليب» مع موجة كورونا الرابعة؟
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الإثنين 27 سبتمبر الجاري، بعيد الصليب بإقامة صلوات القداس الإلهي، وسط إجراءات مشددة لمنع انتشار كورونا، إذ يترأس أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية صلوات قداس عيد الصليب بمقر إيبارشياتهم.
ويترأس الأنبا يؤانس أسقف أسيوط، صلوات قداس عيد الصليب بكاتدرائية الملاك ميخائيل بأسيوط متخذا كافة الإجراءات الاحترازية المتبعة من قبل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وأعلنت إيبارشيات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إجراءاتها خلال الاحتفال بعيد الصليب وذلك تزامنًا مع الموجة الرابعة لكورونا وارتفاع معدلات الأصابه بها.
وشددت الإيبارشيات على ضرورة الحجز المسبق لقداسات عيد الصليب بنسبة 25% من مساحة الكنيسة، بالإضافة إلى ضرورة التزام الأقباط بالتباعد الاجتماعي وفرد في كل دكة، وارتداء الكمامات للحد من انتشار فيروس كورونا.
كما شددت إيبارشيات الكنيسة القبطية على ضرورة الانصراف عقب القداسات الإلهية لعدم ازدحام الأقباط داخل الكنيسة.
وعيد الصليب هو اليوم الذي وجدت فيه القديسة "هيلانة" الصليب ورفعته على جبل "الجلجثة" وبنت فوقه كنيسة القيامة.
ويُعد عيد الصليب هو أحد الأعياد السيدية الكبرى والمهمى في الكنيسة المسيحية نُظرًا لأهمية الصليب في العقيدة المسيحية.
قصة اكتشافه تحت تل القمامة
وتعود ذكرى اكتشاف الصليب المقدس، بعد أن ظل مطمورًا بفعل اليهود تحت تل من القمامة، وفقًا للعقيدة المسيحي، وذكر المؤرخون أن الإمبراطور هوريان الرومانى "117 – 138"، أقام على هذا التل في عام 135 م هيكلا للزهرة الحامية لمدينة روما، وفي عام 326م تم الكشف على الصليب المقدس بمعرفة الملكة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين الكبير، التي شجعها ابنها على ذلك فأرسل معها حوالي 3 آلاف جندى، وتفرّقوا في كل الأنحاء واتفقوا أن من يجد الصليب أولًا يشعل نارًا كبيرة في أعلى التلة وهكذا ولدت عادة إضاءة "أبّولة" الصليب في عيده.
وفي أورشليم اجتمعت الملكة هيلانة بالقديس مكاريوس أسقف أورشليم وأبدت له رغبتها في ذلك، وبعد جهد كبير أرشدها إليه أحد اليهود الذي كان طاعنا في السن، فعثرت على 3 صلبان واللوحة التذكارية المكتوب عليها يسوع الناصرى ملك اليهود.
واستطاعت أن تميز صليب المسيح بعد أن وضعت شخص قد مات وكان أهله في طريقهما ليدفنوه فوضعته على الصليب الأول والثاني فلم يقم، وأخيرًا وضعته على الصليب الثالث فقام لوقته فأخذت الصليب المقدس ولفته في حرير كثير الثمن ووضعته في خزانة من الفضة في أورشليم بترتيل وتسابيح كثيرة، وأقامت كنيسة القيامة على مغارة الصليب وأودعته فيها، ولا تزال مغارة الصليب.
بقي عود الصليب في كنيسة القيامة حتى عام 614، حيث أخذه الفرس بعد احتلالهم أورشليم وهدمهم كنيسة القيامة، وفي عام629 انتصر الإمبراطور هرقليوس على ملك فارس وأعاد الصليب إلى أورشليم.
ويذكر المؤرخين أن الإمبراطور حمل على كتفه العود الكريم وسار به في حفاوة إلى الجلجثة، وكان يرتدي أفخر ما يلبس الملوك من ثياب والذهب والحجارة الكريمة في بريق ساطع، إلا أنه عندما بلغ باب الكنيسة والصليب على كتفه أحس قوة تصده عن الدخول فوقف البطريرك زكريا وقال للملك:" حذار أيها الإمبراطور إن هذه الملابس اللامعة وما تشير إليه من مجد وعظمة، تبعدك عن فقر المسيح يسوع ومذلة الصليب "، ففي الحال خلع الإمبراطور ملابسه الفاخرة وارتدى ملابس حقيرة وتابع مسيره حافي القدمين حتى الجلجثة، حيث رفع عود الصليب.