أسرار فؤاد المهندس.. من صناعة المجد مع «مدبولي» إلى «تتجوزيني يا بسكوتة»
١٥ عاما على رحيله والمسيرة الكبيرة الحافلة بالنجاحات ومحبة الناس التي قطعها الفنان الكبير فؤاد المهندس مازالت باقية في الوجدان والذاكرة للجمعية للمصريين.
الحاضر الغائب الذي يفتقده كل بيت مصري، نستعيد ذكرياتنا معه في اليوم الحزين الذي شهد رحيله عن دنيانا، في مثل هذا اليوم 16 سبتمبر من عام 2006م.
الطفل الصغير "فؤاد زكى المهندس" خرج للنور في 6 سبتمبر 1924م من حي العباسية وسط أجواء صعود الشخصية المصرية بعد سنوات قليلة من قيام ثورة 19.
ترتيبه الطفل الثالث في العائلة بعد أختين هما صفية ودرية، وجاء بعده الشقيق الرابع سامى المهندس، الذي يتشابه معه إلى حد التطابق في الملامح.
الوالد هو عالم اللغة العربية الكبير زكي المهندس الذي تحول بيته إلى حصن منيع للغة العربية خرج منه العديد من التلاميذ، وكان في مقدمة هؤلاء التلاميذ، الطفل "فؤاد" وأخته التي عرفناها بعد ذلك كإذاعية عملاقة صفية المهندس.
شهر سبتمبر، الذي شهد ولادة فؤاد المهندس في اليوم السادس، هو الشهر نفسه الذي شهد رحيله في اليوم السادس عشر، بعد احتفاله بعيد ميلاده الـ81 بعشرة أيام فقط، لتطوى صفحة "المهندس" من دنيانا، ذلك الفنان المتكامل الذي أثرى الحركة الفنية المصرية طوال ما يزيد على نصف قرن، عبر المسرح والسينما والتليفزيون والراديو.
أسرار فؤاد المهندس الفنية وقصة صعوده الكبير، كان لها شاهدا عيان أساسيان، الزوجة ورفيقة العمر، الفنانة الكبيرة الراحلة شويكار، ورفيق الدرب الفني الفنان الكبير الراحل عبد المنعم مدبولي.
شويكار هي أحد المفاتيح الرئيسية لعالم فؤاد المهندس، الحبيبة والزوجة وشريكة العمر، التي شكلت ثنائيا كوميديا لا ينسى مع الأستاذ، التقيا للمرة الأولى في مسرحية السكرتير الفني، وعرض عليها الزواج فوق خشبة المسرح، عندما خرج عن النص بجملته الشهيرة "تتجوزيني يا بسكوتة؟"
لم يتعامل "المهندس" مع الفن على أنه مجرد صناعة ترفيه، مع القيمة الكبرى للترفيه في حد ذاته، لكنه كان يعتقد دائما أن الفن رسالة سامية ويستطيع خدمة المجتمع، لذلك جاء برنامج الفوازير الذي قدمه للأطفال في نهاية العمر، ليحقق نجاحا جارفا بين الصغار، جعل جيل التسعينات يعتبر "عمو فؤاد" من أيقوناته المفضلة، التي يحملونها في ذكريات الطفولة.
نبرة الصوت الشهيرة للمهندس جعلت له شعبية في الإذاعة المصرية، قدم في بداية حياته برنامجا إذاعيا اجتماعيا يوميا بعنوان "كلمتين وبس" عبر أثير إذاعة البرنامج العام عام 1968 يسلط به الضوء على سلبيات المجتمع المصري على لسان سيد أفندي.
رغم النجاحات الكبرى التي حققها المهندس على شاشتي السينما والتليفزيون فإن المسرح كان هو الملعب الفنى المفضل للمهندس، ومنه صنع تاريخه الذى لا ينسى، وكان شريك الرحلة المسرحية "عبد المنعم مدبولي"، وبعد مرور ١٥ عاما على رحيل صاحب المشوار الحافل، فإن تأثيره وشعبيته مازالت باقية وبقوة داخل البيت المصري.